الأربعاء 15 شوال 1445 هـ | 24/04/2024 م - 04:33 مساءً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


مسلمو بورما نموذج لما تتعرض له الأقليات الاسلامية من اضطهاد
الأحد | 01/03/2015 - 09:36 صباحاً

خالد الأصور - المصريون

كيف ترون تعامل المجتمع الدولي بما فيه الاسلامي فضلا عن الحكومة البورمية إزاء هذه القضية؟

مجددا، يتعرض مسلمو إقليم أراكان بدولة بورما (ميانمار) ـ التي تقع بين الهند وبنجلادش والصين ـ لأبشع حملة إبادة من جماعة "الماغ" المتطرفة، حيث تنتشر الجماعات الراديكالية البوذية في أماكن تواجد المسلمين بعد إعلان بعض الكهنة البوذيين الحرب المقدسة ضد المسلمين، والتي تعد الأشد في تاريخ استهداف المسلمين في بورما، وقد وصل الإسلام إلى أراكان في القرن السابع الميلادي ,وأصبحت دولة مسلمة مستقلة ,حتى قام باحتلالها الملك البوذي البورمي (بوداباي) عام 1784م وضم الإقليم إلى بورما خوفاً من انتشار الإسلام في المنطقة, ودمر كثيراً من الآثار الإسلامية من مساجد ومدارس، وقتل العلماء والدعاة.

ويبلغ عدد سكان بورما أكثر من 50 مليون نسمة، منهم 15% مسلمين، يتركز نصفهم في أراكان، وأعادت الأحداث الدامية الأخيرة مآسي الاضطهاد التي كابدها أبناء ذلك الإقليم المسلم منذ 70 عاماً بدعم ومباركة الأنظمة البوذية الدكتاتورية في بورما، التي أذاقت المسلمين الويلات وأبادت أبنائهم وهجروهم قسراً من أرضهم وديارهم، ففي عام 1942 تعرض المسلمون لمذبحة كبرى على يد البوذيين الماغ، راح ضحيتها أكثر من مئة ألف مسلم وشرد مئات الآلاف ،كما تعرض المسلمون للطرد الجماعي المتكرر خارج الوطن بين أعوام 1962م و1991م، حيث طرد قرابة 1.5 مسلم إلى بنغلادش في أوضاع قاسية جداً.

ولا يزال مسلمو أراكان يتعرضون للقتل والتهجير والتشريد والتضييق الاقتصادي والثقافي ومصادرة أراضيهم ،بل مصادرة مواطنتهم بزعم مشابهتهم للبنغاليين في الدين واللغة والشكل وذلك لإذلالهم وإبقائهم ضعفها فقراء وإجبارهم على الرحيل من ديارهم، وبدأت المأساة الجديدة مع إعلان الحكومة البورمية منح بطاقة المواطنة للمسلمين في أراكان، مما سيؤثر على نتائج التصويت في الانتخابات لصالحهم في الإقليم، فقام البوذيون المتطرفون بقتل عشرة من دعاة بورما المسلمين لدى عودتهم من العمرة, وبرروا جريمتهم بادعاء أن أحد المسلمين اغتصب فتاة بوذية وقتلها!

وبالطبع كان موقف حكومة بورما مخجلاً ومتواطئاً مع البوذيين ضد المسلمين، ورغم مناقشة قضية أراكان في الأمم المتحدة ومنظمة آسيان ومنظمة التعاون الإسلامي والأزهر الشربف ورابطة العالم الإسلامي والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين؛ إلا أن الأوضاع تزداد سوءًا، بل إن رئيس بورما " ثين سين" تنكر لاعتبار مسلمي أراكان مواطنين، في ظل صمت العالم عن الجرائم التي ترتكب بحق الأقلية المسلمة في بورما التي تعد بحسب الأمم المتحدة أكثر الأقليات في العالم معاناة من الأنظمة المتعاقبة في بورما، وتتهم منظمة العفو الدولية سلطات بورما والمتطرفين البوذيين بشن هجمات على المسلمين وقتلهم وتدمير ممتلكاتهم.

والواجب على منظمة التعاون الإسلامي بذل جهود جادة وليست بروتوكولية لاتخاذ موقف جماعي قوي من الدول الاسلامية بتقديم كافة أشكال الدعم السياسي والاقتصادي والإغاثي لمسلمي بورما، والضغط على حكومة بورما لمنحهم حقوق المواطنة كاملة وتمكينهم من العيش على أرضهم آمنين مطمئنين.     لقد شهد العالم خلال السنوات الأخيرة تقسيم السودان المسلم ونشأة دولة جنوب السودان الوثنية المسيحية، وقبلها نشأة دولة تيمور الشرقية المسيحية وفصلها عن إندونيسيا المسلمة، أما المسلمون المضطهدون في بورما وغيرها فلا بواكي لهم!


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث