الخميس 16 شوال 1445 هـ | 25/04/2024 م - 09:55 مساءً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


الروهنجيا وكوباني..عالم يكيل بمكيالين!
الأربعاء | 17/12/2014 - 07:27 صباحاً

أحمد الشلقامي - مجلة المجتمع
2014-12-16

في كتابات سابقة، استعرضنا أهم وأبرز ملامح الانتهاكات التي يتعرض لها أبناء الأقلية المسلمة في ميانمار (بورما سابقاً)، والمتواجد أغلبهم في إقليم يطلق عليه آراكان، ويُطلق عليهم إعلامياً عرق الروهينجيا، هذه الانتهاكات التي تنوعت وتعددت صورها؛ بين قانوني وإنساني وحقوقي.. إلخ، نتيجة وقوع هذه الفئة تحت ظلم فئة أخرى؛ هم البوذيون، في ظل صمت دولي وتجاهل لم يزد على انتقادات وخطب، ودعم إنساني محدود يصل تحت سطوة الدولة التي تظلمهم.

خلال الأسبوع الثاني من شهر نوفمبر 2014م، كانت الزيارة الثانية للرئيس الأمريكي «باراك أوباما» لميانمار؛ وذلك لحضور قمة دول شرق آسيا، وتأتي زيارة الرئيس الأمريكي ضمن إستراتيجيته التي وسعت من الاهتمام بدول آسيا وخاصة منطقة الظهر الملاصق للصين والهند، وهي مناطق إستراتيجية للسياسة الأمريكية التي تواجه تحديات النفوذ الصيني والروسي في هذه المناطق، ومنها ميانمار التي تعتبر مخزوناً اقتصادياً مهماً للغاز والخشب، إلى جانب كونها سوق سلاح رائجة في ظل تحكم العسكر الذي يجعل منها نقطة ارتكاز مهمة في النظام الدولي، فهي معروفة عند علماء الجيوبولتكس بـ«الصين الهندية».

مقابلة «أونج سان سو تشي»

هكذا على ما يبدو للمتابع، فـ«أوباما» الذي نادى بالمزيد من الحقوق للروهينجيا، واعتبرهم أقلية تتعرض لانتهاكات من قبل حكومة «ثين سين» رئيس ميانمار منذ عام 2011م، أن تقدم المزيد من الدعم لصالح هذه الأقلية، إلا أنه برغم كل ذلك قرر أن يقابل زعيمة المعارضة «أونج سان سو تشي» دون مقابلة أصحاب الحق ذاتهم؛ وهو ما اعتبره نشطاء ومتابعون للشأن الآراكاني عدم مبالاة من الرئيس «أوباما»، فـ«سو تشي» الحاصلة على جائزة «نوبل للسلام» وهي التي تأخذ من قضية الروهينجيا واجهة إعلامية لها في تحقيق مصالح سياسية، فبرغم الهالة التي رسمت حول السيدة، وبرغم الدعم الذي حصلت عليه من قبل أبناء آراكان في الانتخابات التي شاركت فيها عام 1990م في سطوة الحكم العسكري، فإن موقفها لم يخرج عن الحياد، على حد وصفها!

فهي تعتبر أن العنف متبادل بين البوذيين والروهينجيا المسلمين، وهو ما يدعوها لعدم أخذ موقف تجاه الأحداث، فقط السعي للمصالحة، بل إنها في الوقت الذي تطالب فيه بوقف الهجرة غير الشرعية من بنجلاديش لبلادها، على حد وصفها، فإنها لم تتحدث عن التهجير القسري والمعاملة السيئة التي يتعرض لها أبناء آراكان.

دعوات وانتقادات

لقد قام الرئيس «أوباما» في زيارته بإطلاق تصريحات رنانة لم تختلف عن سابقتها، بل إنها لم تختلف عن تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون»، وقد أكد فيها أن القضية الإنسانية الخطيرة التي يطرحها الروهينجيا الذين يقيم قرابة 140 ألفاً منهم في مخيمات غير صالحة تتطلب موقفاً عاجلاً وحاسماً من قبل الحكومة الميانمارية؛ لأجل إقامة وضع إنساني عادل لهذه الأقلية، لكن مازال السؤال مستمراً: إذا كانت هناك أقلية تجاوز عددها مليوني شخص، منهم أكثر من 500 ألف مشرد، لماذا لا يستدعي ذلك قوات تحالف كما فعل في كوباني؟!


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث