الخميس 16 شوال 1445 هـ | 25/04/2024 م - 08:48 مساءً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


قانون الجنسية احد اسباب الصراع والتقاتل بين البوذيين والأقلية المسلمة في ميانمار
الثلاثاء | 21/10/2014 - 08:52 صباحاً

حاورته :ليندة امزيان - المحور
20 أكتوبر 2014

يرى الدكتور فوزي اوصديق  رئيس المنتدى الدولي الاسلامي  في هدا الحوار الذي خص به جريدة "المحور "ان من   بين الاسباب التي  ساهمت في الصراع والتقاتل بين البوديين والاقلية المسلمة في مينمار  هو قانون الجنسية الذي انتهك جق الاقلية المسلمة  التمتع بكل حقوقها وحتى ممارسة حقوقها السياسية وانتفاع بخيرات البلاد ،  كما  يتحدث  في هدا الحوار عن   الاتفاق الذي ابرمه   مع البرفيسور يوسف امتياز مدير معهد التفاهم الإسلامي البوذي بجامعة ماهيدول. بانكوك بتايلاندة في 30من شهر سبتمبر الفارط  والذي يقضي بتنظيم مؤتمر دولي سنة ٢٠١٥ سيكون موضوعه "حماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة بين البوذية والإسلام،  وذلك للتعريف بالإسلام وكيفية التعايش السلمي بين الأقلية المسلمة في كل من الدول من أتباع البوذية مع الشعوب المنطقة،  وكشف الدكتور انه سيحاول مع المشاركين  في المؤتمر الدولي دفع الحكومة المينمارية الى تصحيح منظمومتها التشريعية بشكل يسمح الى حماية حقوق المسلمين.

كيف روادتك فكرة اجراء حوار بين الاسلام والبوذية ؟

فكرة الحوار بين الاديان  لم تكن وليدة اللحظة بل هي موجودة منذ العصور ولن اخفيكم ان قلت اننا تخوفنا من عدم التجاوب ولكن وجود رجال يؤمنون بفكرة الحوار هو من منحنا القوة الى المضي قدما رغم العقبات التي قد نواجهها. أنا اؤكد على ضرورة الحوار بين الاديان و ليس فقط بين الاسلام و البوذية، فإذا اختلفنا في الأديان كما يقول احد العلماء فإن الحاجة تجمعنا فالكل محتاج الى التعايش السلمي و المشترك وهذا يدفع بالضرورة الى الاعتناق الفكرة  ولابد  الابتعاد عن الجدال في العقائد و التركيز اكثر على القضايا الانسانية المشتركة و التبادل الثقافي الذي سيساهم في تمييع القضايا و الازمات الكبرى كالتي يعيشها مسلمو مينمار  نريد تجهيز أرضية للتعايش لذلك بادرنا كمنتدى يعنى بقضايا القانون الدولي الانساني الى اطلاق هذه المبادرة علها تكون وثبة لمبادرات اخرى. 

-حدثنا عن المؤتمرا الدولي الذي سيعقد العام المقبل بمملكة تايلاندة و مينمار ؟

نحن كمنتدى دولي اسلامي  نسعى دائما الى ايجاد سبل لتحقيق السلم في المنطقة لقد كان لنا عدة زيارات لعدة مناطق من دولة مينمار وقفنا على معاناة الاقلية المسلمة هناك وحاولنا مساندتهم عبر مساعدات انسانية الا اننا هذه المرة حاولنا ان يكون لزيارتنا طابعا اخر وهو اطلاق مبادرة لتقريب وجهات النظر بين المتخاصميين و محاولة التعريف بالاسلام و ازالة كل الرواسب الذهنية العالقة بالمجتمع المينماري حول الخطر الذي قد يحدثه المنهج الاسلامي. و بالفعل التقيت كل من  رئيس الصليب الاحمر المينماري حلا شاو والسيدة انلوكلرك المسؤولة الإقليمية للاتحاد الدولي  بمقر الصليب  الأحمر مع حضور عدد من الفاعلين على  غرار مندوبي اللجنة الدولية للصليب الأحمر،وممثلين الصليب الأحمر لكل من دولة الدنمارك،الولايات المتحدة استراليا، اتفقنا على ضرورة إقامة ندوة تتمحور حول  إرساء روابط الحوار الفعال بين الثقافات والحضارات والأديان وذلك عبر تنظيم حلقة تفكير في أواخر شهر نوفمبر من العام الجاري وذلك في إطار "حوار الدوحة" ،سيكون الاجتماع بالشراكة مع الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر مع استضافة العديد من الجمعيات الوطنية في المنطقة لوس،كمبوديا،مينمار،تايلاندة،ماليزية،الهند،سيريلانكا،بروني،قطر،لبنان،

بالاضافة الى مشاركة وزارة الأديان،ومؤسسات بحثية،وحكومية،وممثلي المسلمين في مينمار.كما نظمت اجتماع عمل مع مدير المعهد التفاهم البوذي السلامي البرفيسور امتياز يوسف و كللت لقاءاتنا بالنجاح ايضا و اتفقنا  على اقامة مؤتمر دولي في العام المقبل 2015م بجامعة ماهيدول بتيلاندة.

بعد سلسلة من اللقاءات و زيارات قادتك الى مينمار و مملكة تايلاندة من اجل بعث فكرة الحوار بين الفرقاء ، في رايك ما هو السبب الرئيسي في نشوب هدا التقاتل من طرف البوذيين على المسلمين في مينمار؟

هناك عدة اسباب اولها قانون الجنسية الذي انتهك جق الاقلية المسلمة  التمتع بكل حقوقها وحتى ممارسة حقوقها السياسية وانتفاع بخيرات البلاد ، سنحاول في المؤتمر الدولي دفع الحكومة المينمارية الى تصحيح منظمومتها التشريعية بشكل يسمح الى حماية حقوق المسلمين لان وحسب اعتقادي بقاء الحال على ماهو عليه قد يجر المنطقة الى حرب لن تندمل فيها الجراح مهما حدث، الوضع في مينمار كان منذ القديم ،فأثناءالحرب التحررية اعترفت رابطة ضد الفاشية وتحرير الشعب  البورمي      (AFPFL ) , أثناء انعقاد اجتماعهما، بالعاصمة رونكون سنة  1946 بقيادة زعيمها    ( General Aung San) عن دور المسلمين البروميين و نوه بالمواطنين المسلمين البورميين وولاءهم للوطن , بقيادة المؤتمر البورمي المسلم ( BMC) وزعيمهم  SayagyiRazak 

وقد صدر الدستور لاتحاد بورما سنة ( 1947) في بنده (10 ) منه يذكر أصناف المواطنين للاتحاد , ومن ثم في  البند ( 11 ) و أعطى حقوق للمسلمين البورميين.

وبعد ذلك, بدأت معاناة إثبات الهوية" المسلمة" للبورميين وإزدادت حدتها مع الوقت, وبالأخص بعد الانقلاب العسكري للجنرال ( Newin ) سنة 1962 , بحكم التوجه الإشتراكي الجديد للدولة والخيار المناهض للنظام الاتحادي .

فبدأت عملية تقنين " الابادة " للأقلية المسلمة  بصفة ممنهجة من خلال تقليص عدد الأقليات  المصنفة الى ( 144), الصادر في المدونة  بتاريخ 9 ديسمبر 1972 من طرف وزارة الشؤون الدينية والبند (8) , ثم تم تقليصها من جديد الى (143 ) أقلية سنة ( 1974) مع الدستور الجديد  وكل مرة الأقليات المسلمة يقلص من تصنيفها ويحجم نطاقها.

لذلك مع  الديكاتورية العسكرية  الجديدة والنظام الإشتراكي تم إقصاء جميع الأٌقليات المسلمة باستثناء.

RakhineKarlan )) واصدار قانون جديد للمواطنة سنة ( 1982 ) أين تم تنظيم وتصنيف  سوى  ( 135) أقلية وعليه تم انشاء ثلاثة أنواع من المواطنة ( المواطن Citizen,المواطن المشارك Associatecitizen  والمتجنس Naturalizedcitizen) )  ، كما تم اقصاء العديد من المسلمين بحكم عدم صفاء دماءهم( Pure blood)   .وقد تم نقل فكرة " صفاء الدماء"  في العديد من الخطابات الرسمية والممارسات المؤسساتية للدولة البورمية .

ومنذ ذلك التاريخ , وبصفة ممنهجة  بدأت الإبادة , والقمع , والتمييز , وعدم تمتع المسلمين المينماريين بالعديد من الحقوق، سواء في المساواة أو تقليد الوظائف العامة ، أو عدم  ارتقاءهم وتمتعهم بحق المواطنة الكاملة  بحجة " عدم صفاء العرق ".

الملاحظ أنه تم فقدان العديد من الحقوق بصفة تدريجية؛ وقد رفض تسليم بطاقة " الهوية الوطنية" للعديد منهم منذ سنة 1982 , بحكم ان القانون المشار اليه "يحد" المسلمين الرونكاسبرانكين      ( Rohingas in Rakhine ) فقط الممتنعين بالحقوق  , وذلك سبب العديد من الاشكاليات للأقلية المسلمة سواء لتمدرس الأطفال, أو الشغل والترفيه , كما تم  انشاء مناطق عازلة للمسلمين ( Muslim Free zone   ) , والتضيق عليهم .

وبالرجوع للدستور (2008 ) وحقوق المواطنة الحالي , يلاحظ اتباع نفس النهج السابق الصادر سواء في دستور (1974) أو (1982) , فمنذ أن أصدرت الحكومة المينمارية، عام 1982، قانونا نصّ على أن أيّ أقلّية في البلاد لا تستحق الجنسية المينمارية إلا إذا ثبت أنها كانت موجودة في البلاد قبل عام 1823، والأقلية المعنية بهذا القانون، في نظر الواقفين وراء إصدار القانون، هم ''الروهينغا''، بطبيعة الحال. وبالفعل تم تطبيق القانون قهرا، بالرغم من أن تاريخ المنطقة يقرّ بتواجد هذه الفئة بإقليم الدولة قبل التاريخ المذكور. والغريب في الأمر أن القانون المشار إليه لم تطبقه السلطات المينمارية، ممثلة في عدالتها وأجهزتها الأمنية، وإنما طبقته مسيرات احتجاجية عديدة لمعتنقي الديانة البوذية الذين اعتبروا أن ''الروهينغا'' يشكلون خطرا على ديانتهم. وقد رافق تلك المسيرات أعمال قتل جماعي.نحن لن نتحدث الا عن ما يقرب بين الفرقاء وارساء جسور المصالحة الوطنية للعيش في بلد واحد بسلام.

-سافرت الى مينمار واطلعت عن كثب عن اوضاع المسلمين هناك ، هل تعتقد ان فكرة الحوار ستكون مجدية ؟

الحوار لابد منه فلا جدوى من استعمال القوة و العنف لتغيير الاوضاع بالمينمار فالشعب البوذي له عاداته و تقاليده لابد ان نحترمها، كما للمسلمين ذات الشيء و بالتالي ان وصلنا الى توافق بين الطرفين بما يسمح بإحترام خصوصية كل من الطرفين المتنازعين هنا يمكن ان نؤكد نجاح الحوار، فالأديان لا قدرة لها على التحاور إلا من خلال معتنقيها، والحوار إذا هو في كل حال بين أشخاص ينتمون إلى ديانة ما ولكن  مما يؤسف له أن البشرية بأسرها لجأت إلى العنف في جميع مراحل تاريخها، لحل النِـزاعات بين البشر. ومن المؤسِف أيضا أن الحضارات والشعوب كلَّها كثيراً ما سخرت الديانات وجعلت منها عاملاً للحروب، أو لجأت إلى العنف للدفاع عن الدين أو لإقرار مبادئه. والأسوأ من ذلك أنَّ أبناء الدين الواحد يلجئون إلى العنف أحياناً فيما بينهم لأسباب دينية أو لغيرها من الأسباب. فالحوار ليس الا شعلة اتمنى ان تتوهج وتنير درب السلام على كل العالم وليس مينمار فقط.

- هناك العد يد من الشخصيات المسلمة التي سعت لحقن دماء المسلمين في  مينمار ،هل التقيتها وهل لك ان تذكر لنا امثلة وهل كان هناك تنسيق بينكم ؟

نعم التقيت الكثير من الشخصيات و العلماء  فالشيخ يوسف القرضاوي كان و لايزال من دعاة اطلاق الحوار بين الاديان نحن نقتدي بعلماءنا ونحاول ترسيخ الفكر الاسلامي و تعاليمنا الاسلامية السمحاء، التقيت ايضا رؤوساء دول كرئيس الوزراء ماليزيا الاسبق مهاتير بن محمد والذي يعتبر من بين الشخصيات الهامة التي دعت ولاتزال تدعو الى تقرير حقوق الانسان و الى السلام العالمي ، بالاضافة الى البرفيسور يوسف امتياز مدير المعهد التفاهم البوذي الاسلامي بجامعة ماهيدول بمملكة تايلندة الذي حمل على عاتقه مسؤولية التعريف بالاسلام بالمنظور السليم و الحضاري بالمنطقة دون ان انسى رئيس الصليب الاحمر المينماري حلا شاو الذي رحب بفكرة الحوار بين الفرقاء.

- رغم ان الإسلام منهج معتدل يساوي بين البشرالا ان صورة الاسلام اليوم شوهت ،لماذا؟

هناك اسباب عديدة و متشعبة ولكن كلها تجتمع في نقطة واحدة  وهي الفهم الخاطيء لمعنى الاسلام  من قبل الغرب وهذا يعود الى وجود كيانات و تيارات كثيرة استعملت الدين كورقة يانصيب لاستمالة الشعوب مما ادخلت الرعب بسبب التعنت و استعمال العنف و القوة حتى من خلال خطاباتهم ما جعل الغرب يترجم كل تصرف من قبل المسلمين على انه ارهاب  وهذه النتيجة  افرزتها تضارب المصالح بين  تلك الكيانات والتيارات. ولكن نحن كمسلمون لابد ان نتجاوز هذه النكسات و نحاول التعامل مع الوضع بشيء من التعقل و التفاهم و ايجاد روابط للحوار الجاد و تجفيف كل منابع الضغينة و الكراهية عبر التعريف بالاسلام كمنهج حضاري و اخلاقي.


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث