الجمعة 10 شوال 1445 هـ | 19/04/2024 م - 09:43 مساءً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


وماذا عن داعش بورما؟!
الإثنين | 13/10/2014 - 08:43 صباحاً

جمال زويد - الشامل
الجمعة, 10/10/2014

بورما.. هي إحدى دول شرق آسيا تقع بجانب الصين والهند وبنجلاديش وتايلاند، لها تسمية أخرى هي ميانمار لكنها اشتهرت مؤخراً بتسمية ينهمر لسببها غزير الدموع حيث جرى تعريفها الآن بـ (محرقة للمسلمين) إذ يعيش في تلك الديار ما يقارب الثمانية ملايين مسلم يطلقون عليهم (الروهينجا) ويشكلون مانسبته (10%) من سكان بورما التي يحكمها البوذيون الذين باتوا يخشون من المدّ الإسلامي فعرّضوا الأقلية المسلمة هناك لصور وحشية من الإبادة والتشريد بشكل سافر، يندى له الجبين ويكشف حجم العداء الذي يكنّه هؤلاء للإسلام، ويفضح أي دعوات ماكرة وساذجة - على السواء- عن التسامح بين الأديان والمذاهب.
لو دخل أحدنا اليوم موقع صاحبنا Google أو youtube ووضع كلمة افتتاحية (حرق مسلمي بورما) فستظهر له عشرات وربما مئات من النتائج المكتوبة والمرئية عن حرق رجال ونساء، صغار وكبار، وهم أحياء في صورة لا تنقصها الفظاعة والوحشية حتى إن صحيفة الديلي ميل البريطانية نشرت تقريراً لها مرفق بالصور والفيديو تحت عنوان «لا تمنحه ماء.. دعه يموت» عرضت فيه صوراً حية لمسلمي بورما وهم يُحرقون، النار تشتعل في أجسادهم ويتم منع أي أحد من إطفائها بالماء وسط صمت وتراخٍ من السلطات وقوات الأمن.

المسلمون هناك في بورما تُضرم فيهم النيران، وتتفحّم أجسادهم، ويُتركون للموت هكذا في مجازر ومحارق لا تخطر على بال أحد في بشاعتها وقسوتها من دون أن تتحرّك نخوة إنسانية هنا أو هناك، ومن دون أن تثور ثائرة لدى الدول الإسلامية فتهددّ -على الأقل- بقطع علاقات دبلوماسية أو اقتصادية، ودونما أن ينشأ تحالف دولي يحارب هذا النوع من الإرهاب الدموي مثلما تنادت أكثر من (40) دولة لوقف إرهاب داعش والتصدّي لعمليات قتل هي أقل قسوة وجرأة مما يقوم به البوذيون في بورما من الاعتداء على حق الحياة واسترخاص دماء المسلمين قتلاً وحرقاً وهدراً لكرامة الإنسان على مرأى ومسمع من العالم الصامت الذي بات واضحا أن شرعيته و(غضبته) لا تثور إلاّ وفق معايير وحسابات محددة لا علاقة لها إطلاقاً بالدماء والأرواح المستباحة للمسلمين.

سانحة:
بعد غزوة أحد مرّ الرسول -صلى الله عليه وسلّم- بدار من دور الأنصار من بني عبد الأشهل وظَفَر، فسمع البكاء والنوائح على قتلاهم، ثم كلّما مرّ على أحد رآهم يبكون قتيلهم؛ فذرفت عينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فبكى، ثم قال: (ولكن حمزة لا بواكي له) وكان يقصد عمّه صلى الله عليه وسلّم، حمزة بن عبدالمطلب الذي قُتل ضمن القتلى في هذه الغزوة ومُثّل بجثته لكن لم يبكه أحد كما الآخرين. وهو نفس حال إخواننا في بورما الذين هم الآن وحيدون، يواجهون القتل والإبادة والحرق.. لابواكي لهم.


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث