الخميس 18 رمضان 1445 هـ | 28/03/2024 م - 12:18 مساءً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


مسلمو الروهنجيا يقاطعون الإحصاء السكاني في ميانمار
الثلاثاء | 01/04/2014 - 07:26 صباحاً

موقع الأمة - هاني صلاح
31 مارس 2014

على الرغم من السماح لـ135 عرقية في البلاد من تسجيل انتماءاتهم العرقية في استمارات الاحصاء السكاني الذي تشهده البلاد لأول مرة منذ نحو 30 عاماً.. وعلى الرغم من أن عملية الاحصاء تجري بدعم وإشراف المجتمع الدولي وبمساعدة مباشرة من صندوق الأمم المتحدة للسكانالذي يضغط على بورما ويحثها على الانفتاح على الحريات وحقوق الإنسان في بلادها..

إلا أن أبسط هذه الحقوق (حق تسجيل اسم العرقية التي ينتمي إليها كل فرد) لم تمنحها سلطات بورما لمسلمي الروهنجيا، كما لم يستدعي هذا المنع من منظمة الأمم المتحدة وقف عمليات الإحصاء السكاني حتى تلتزم سلطات بورما بالمعايير الإنسانية والحقوقية الدولية المتعارف عليها في جميع دول العالم..

عملية إقصاء العرقية الروهنجية المسلمة في هذا الإحصاء تمت مرتين، الأولى بتجاهل طبع اسم عرقيتهم في استمارات الإحصاء السكاني الذي اشتمل على أسماء 135 عرقية في البلاد، والثانية بمنعهم ـ من قبل موظفي الحكومة القائمين على عمليات التسجيل في حراسة قوات الأمن والجيش البورمي ـ من تسجيل عرقيتهم "الروهنجية" في خانة "أخرى" التي سمح فيها لكل عرقية لم تذكر ضمن الـ135 عرقية في استمارات الإحصاء بأن تدون اسم عرقيتها بخط يدها في هذه الخانة.

تجاهل سلطات بورما ثم منعهم من تدوينهم لعرقيتهم كان يهدف لإجبار مسلمي الروهنجيا  بتسجيل أنفسهم فقط على أنهم (بنغال) أي "أجانب" ينتمون للعرقية البنغالية باعتبارهم وافدون في فترات زمنية سابقة من بنجلاديش المجاورة، وهذا يعني بأنهم "مهاجرون غير شرعيون" ومقميون في بورما بشكل مؤقت لحين "طردهم/إعادتهم" في بلادهم الأصلية.. هذا ما تهدف إليه بورما ويروج له إعلامها وسياسيوها كذباً وبهتاناً وزوراً.
إذا كان أبسط حقوق المواطنة قد سلبت من "مسلمو الروهنجيا"! فماذا يحدث لهم بعدها من حرمانهم من حقوقهم المدنية والدينية وحقوق الإنسان التي يحتاجها كل إنسان في مجال التعليم والصحة والعمل؟

ولهذا ووفقاً لعمليات الإضطهاد والحرمان التي يمارسها النظام "شبه العسكري" ضد مسلمي الروهنجيا وتعدد مظاهرها وصورها؛ فقد وضعتهم منظمة الأمم المتحدة على قائمة العرقيات المضطهدة في العالم ووصفتهم بأنهم "الأشد اضطهاداً" من الجميع.
إلا ن السؤال المحير، وهو غير موجه للنظام البورمي الذي لا يتوانى عن الاستمرار في نهجه الدائم في التضييق على العرقية المسلمة الروهنجية بهدف دفعها للهجرة لخارج البلاد وتطهير إقليم أركان منهم.. بل السؤال موجه للمجتمع الدولي ممثلاً في منظمة الأمم المتحدة.. كيف وافقت على إجراء إحصاء سكاني "تمييزي/إقصائي" لأول مرة يتم في بورما منذ ثلاثة عقود، في وقت تتواصل تصريحاتهم لبورما بأن تواصل مساعيها للانفتاح على كافة العرقيات المشكلة لشعبها؟

الإقصاء "البورمي" في الداخل، والتجاهل "الدولي" في الخارج؛ أجبر الروهنجيون على مقاطعة التعداد السكاني طالما استمر الحظر على مسمى عرقيتهم "الروهنجيا"، وهو ما دفع بقوات الجيش البورمي إلى الإعتداء عليهم لإجبارهم على التراجع عن المقاطعة.

فقد أكدت وكالة أنباء الروهنجيا، اليوم الاثنين، رفض مسلمو الروهنجيا في ولاية أراكان بغرب ميانمار (بورما سابقاً)، المشاركة في الاحصاء السكاني ـ الذي بدأ الأمس ويتواصل على مدار 12 يوماً وحتى العاشر من ابريل القادم ـ بسبب رفض القائمين على عمليات التسجيل السماح لهم بتدوين عرقيتهم "الروهنجية" في استمارات الاحصاء.

وأفاد مصدر مطلع لوكالة أنباء الروهنجيا من أن فرقة تابعة للتعداد ‏السكاني برفقة أفراد من الجيش البورمي قدموا إلى قرية "ساب بازار" التابعة لبلدة "بولي بازار"، وهى إحدى بلدات مدينة "منغدو" بولاية أراكان غرب بورما، صباح اليوم الاثنين 31 ‏مارس، حيث طلبوا من سكان القرية التجمع في ساحة المدرسة.‏
وذكر المصدر أن فرقة التعداد طلبت من السكان الروهنجيين التسجيل في التعداد، فسأل الروهنجيون عن إمكانية تسجيل مسمى "الروهنجيا" في ‏الاستمارة، فأجابت الفرقة بتعذر ذلك لوجود أوامر تمنع ذلك، مما دفعهم بالامتناع عن المشاركة وتسجيل بيانتهم فيها.

وبين المصدر أن "كلايا ناتونغ كروم" وهو كابتن في الجيش طلب من الجميع رفع الأيادي برفضهم المشاركة في التعداد، فرفع الناس أياديهم، فقام ‏الكابتن باعتقال شخصين من الروهنجيا، وهما كل من: حافظ أحمد علي مدن (52 عاماً)، وبديع عالم محمد علي (25 عاماً)، وقام بضربهما أمام ‏الناس، ومن ثم تم تحويلهما إلى مركز تابع للشرطة وهناك تم ربطهم بعمود وتم ضربهم ضرباً مبرحاً.‏

وأكد نفس المصدر أن الروهنجيين في معظم البلدات والقرى في أراكان رفضوا التسجيل في الاحصاء بسبب حظر تسجيل مسمى ‏‏"الروهنجيا".‏


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث