علي السبحاني - رئيس القسم العلمي في وكالة أنباء الروهنجيا RNA
19 December 2013
نجد الآن – بتوفيق الله - في الساحة الأراكانية تنافسا كبيرا من قِبل شيوخنا وشبابنا في السعي لنصرة القضية الروهنجية واسترجاع حقوق أهلها من ذئاب البوذيين الحاقدين على الإسلام وأهله، وأنشطةً مختلفةً؛ إعلاميةً وإغاثيةً وغيرهما من الأعمال والجهود الكبيرة التي تَظهر للقاصي والداني من أفراد المجتمع الأراكاني؛ وهو شيء جميل يُثلج الصدر، ويُبهج النفس ..
لكنّ هناك أمورًا سلبيةً توجد لدى كثير من القائمين بهذه النشاطات؛ نرى أنها تحُول بينهم وبين تحقيق مآربهم وأهدافهم النبيلة إن استمرت معهم ولم يحاولوا الانفكاك منها، ولعلي الآن أذكر أبرز تلك الأمور ليتعرف كلُّ مناضل أراكاني عليها؛ فيحمدَ ربه إن سلّمه منها، ويسألَه – سبحانه – الإعانة على الانفكاك منها في أقرب وقت إن ابتلي بها؛ كلها أو ببعضها، مع المحاولة الجادة والحقيقية للتخلص منها بكل الوسائل الممكنة؛ وهي ما يلي:
1- الدافع للنزول في ساحة النضال البحثُ عن الشهرة والسمعة والفلاشات والأضواء.
2- داء العجب والغرور؛ فيرى من أصيب به أنه فَعل ويفعل ما لم يستطع فعله الآخرون من السابقين والحاليين، بل وما لن يستطيع فعلَه القادمون كذلك فيما يستقبل من الأزمان.
3- ظنه أنه هو الصادق فحسب، وبقية العاملين كلهم لصوص وآكلو الريالات والدولارات، وبالعو الملايين والمليارات، وإنما جعلوا العمل مطية للوصول إلى أغراضهم وأهدافهم الخبيثة.
4- نسف جهود السابقين في خدمة القضية، واتهامهم بالخيانة وعدم الصدق والإخلاص.
5- حسد الأقران من العاملين معه في القضية، وتشويه سمعتهم بكل الوسائل.
6- محاولة الإضرار بأقرانه وأعوانهم والسعي في ذلك بجد واجتهاد، وخلق الأكاذيب والافتراءات الباطلة للإيقاع بهم.
7- الأنانية وحب الذات، وعدم تقدير جهود الآخرين في نصرة القضية، والتقليل من شأنهم وشأنها.
8- مدح العامل نفسه وكذا العمل الذي يقوم به بحق أو بغيره، وذم غيره من العاملين في مساره، وكذا ذم عمله بغير حق.
9- عدم الصدق والصراحة في البيانات والتصريحات المتعلقة بالقضية، واستعمال ألفاظ موهمة وخادعة للمستمعين من الجمهور.
10- محاولة السيطرة على قضايا الروهنجيا كلها والتفرد بها، ومحاربة من يعمل للقضية باستقلالية ودون تبعية له.
11- محاولة احتكار الانتفاع بالجهات الداعمة في نصرة القضية إعلاميا وإغاثيا وماديا .. ومحاولة سد الطرق أمام العاملين الآخرين؛ إلا إن كانوا من فريقه والموالين له.
12- محاولة هدم كيانات تخدم القضية بسبب استقلاليتها وعدم تبعيتها له.
وغيرها من الأمور السلبية التي نراها لدى كثير من العاملين في نصرة القضية الروهنجية وخدمة أهلها؛ فمن أراد أن يعمل لله – تعالى - ولنصرة المسلمين بصدق وأمانة فليترك هذه الأمور كلها، والله – سبحانه – يوفقه ويسهل أمره ويبارك في جهوده ومساعيه، وأما من كانت لديه تلك الأمور واستمر عليها ولم يحاول تركها؛ فإن ذلك يدل على عدم صدقه وإخلاصه في العمل لخدمة القضية، بل يدل على أنه إنما يعمل لمصالح ذاتية وشخصية، ولتحقيق مطامع دنيوية من حب السلطة والشهرة وكسب الجاه والمال وأغراض أخرى دنيئة؛ ومثل هذا يكون تعبه وجهده وبالا عليه في دنياه وأخراه وإن بذل في ذلك الغالي والنفيس، وكل وقته وحياته .. نسأل الله السلامة والعافية.
وأقول في الختام: إنني لم أقصد بهذا المنشور شخصا معينا أو فئة معينة، بل قصدت كل من كانت لديه تلك الأدواء التي تبطل عمله وجهده وتجعله في مهب الريح؛ لأجل أن يصحح وضعه قبل فوات الأوان، وقبل أن يجني من وراء جهوده الأوزار والسيئات بدل الأجور والحسنات!