بنغلادش تدرس فكرة تعقيم الذكور في مخيمات الروهينغا منعا لانفجار سكاني
28/10/2017

وكالة أنباء الروهنجيا ـ أ ف ب

تدرس بنغلادش التي فشلت مساعيها المتمثلة بتوزيع وسائل منع الحمل على اللاجئين الروهينغا فكرة القيام بحملة تعقيم طوعية للذكور لمنع الانفجار السكاني في المخيمات المكتظة والبائسة.

ويتكدس نحو 900 الف مسلم من الروهينغا في مدن الخيم هذه، جنوب بنغلادش. وقد وصل ما يفوق 60% منهم اليها منذ اواخر آب/اغسطس، هربا مما تعتبره الامم المتحدة تطهيرا عرقيا في بورما.

وتتخوف دكا من انفجار الولادات وسط هذه المجموعة المعروفة تقليديا بكثرة التناسل، ومن شأن هذا الأمر ان يؤدي إلى تفاقم هشاشة الظروف المعيشية في المخيمات الضخمة.

ويفيد احصاء للسلطات ان حوالى 20 الف امرأة من الروهينغا حامل في الوقت الراهن، وان 600 قد أنجبن منذ وصولهن الى بنغلادش.

لكن حملة التوعية وتوزيع وسائل منع الحمل بين الروهينغا لم تؤد الى النتيجة المرجوة.

لذا، يفكر مسؤولو التخطيط العائلي في بنغلادش في أساليب جذرية. فقد طلبوا من الحكومة إذنا لقطع القناة الدافقة لدى الذكور على اساس طوعي. وما زال يتعين على لجنة صحية ان تعطي موافقتها على هذه الخطوة.

الجنس لتمضية الوقت

وقال بينتو كانتي باتاشارجي، مدير التخطيط العائلي في مؤسسة كوكس بازار، لفرانس برس ان "الروهينغا يرزقون بكثير من الاطفال، جراء الجهل. والمجموعة بأكملها تعرضت طوعا للنبذ".

وكان الروهينغا المهمشون منذ عقود في بورما، ممنوعين في الواقع من دخول المستشفيات والمدارس. ولم يستفيدوا من اي تربية جنسية.

وتتسم نساء الروهينغا عموما بالخصوبة، خصوصا ان بعض الرجال يتزوجون عددا من النساء.

والتقى عاملون في المجال الاجتماعي بعض العائلات التي يبلغ 19 عدد اولادها.

وقال باتاشارجي ان "تعقيم الذكور هو افضل وسيلة للسيطرة على السكان. واذا تم تعقيم الرجل، يفقد القدرة على صنع الاطفال حتى لو تزوج اربع او خمس مرات".

وفي عيادة لتنظيم الاسرة في بالونغتالي، يحاول عاملون في المجال الاجتماعي بصعوبة توعية نساء الروهينغا اللواتي يرفضن استخدام وسائل منع الحمل.

ووصلت سابورا، الأم لسبعة اولاد، حاملة ابنها الذي يبلغ عمره سنة ويعاني من نقص حاد على صعيدي الفيتامينات والمغذيات.

وقالت لفرانس برس "تحدثت مع زوجي عن تدابير للحد من الولادات. لكنه لم يقتنع. أعطوه اثنين من الواقيات الذكرية. لكنه لم يستخدمهما".

ورغم ان عودة اللاجئين الى ولاية أراكان البورمية ليست محتملة، اضافت "يقول زوجي إننا نحتاج الى مزيد من الاولاد، لأننا نمتلك اراضي في بورما. فتأمين الطعام لهم لا يشكل قلقا".

ولا ترى ميمونة التي انجبت اربعة أولاد حتى الان، والحامل من جديد، مشكلة في امكانية انجاب مزيد من الأطفال، واصفة إياهم بأنهم "هبة من الله".

الحمل في مقابل الاغتصاب

فرحانة سلطانة الموظفة في التخطيط العائلي التي طرحت اسئلة على مئات الروهينغيات، تقول ان كثيرات أجبنها ان الاسلام لا يجيز تحديد النسل.

واضافت "في أراكان، لا يذهبون الى عيادات التخطيط العائلي، خوفا من أن تعطيهم السلطات البورمية أدوية تؤذيهم مع اولادهم".

وتؤكد سلطانة انها التقت امرأة في الخامسة والستين من عمرها، وبالتالي جدة، وعلى ذراعيها مولود جديد. واوضحت "لقد دهشت. قالت لي إنها لا تستطيع ان تقول لا لزوجها".

ولا يبقى للاجئين الروهينغا العالقين في مخيمات لا يستطيعون مغادرتها، والممنوعين من العمل في بنغلادش، إلا الجنس كنوع من "التسلية"، كما يقول ناشط حقوقي.

وتساءل نور خان ليتون، مدير منظمة بنغلادشية غير حكومية، "هذه حياة كارثية.ماذا تفعل اذا كنت محصورا في منزلك، بعد غروب الشمس، ولا تستطيع ان تتحرك سنة بعد سنة؟".

واضاف "ينظر الى الحمل أيضا على انه حماية من الاغتصاب او الاعتداءات. قال البعض لنا ان المرأة الحامل تتعرض اقل من سواها لاعتداءات الجنود او المهاجمين"، ملمحا بذلك الى اخبار الاغتصاب الكثيرة في بورما كما يروي اللاجئون.


المصدر: وكالة أنباء الروهنجيا
https://www.rna-press.com/