شيخ الأزهر: سنقود تحركات إنسانية عربيا وإسلاميا ودوليا لوقف المجازر بميانمار
09/09/2017

وكالة أنباء الروهنجيا ـ الأناضول

قال شيخ الأزهر، أحمد الطيب، إن مؤسسته "ستقود تحركات إنسانيةً على المستوى العربي والإسلامي والدولي لوقف المجازر التي يدفع ثمنها المواطنون المسلمون وحدهم في ميانمار".

جاء ذلك في بيان متلفز ألقاه شيخ الأزهر صادر، مساء اليوم الجمعة، ونقلته فضائيات مصرية، وتابعه مراسل الأناضول، ونادرا ما يخرج الشيخ لإلقاء خطاب متلفز تجاه قضايا دولية.

وأوضح الطيب، الذي يترأس أكبر وأبرز المؤسسات الإسلامية في العالم "لقد تابع العالَم على مدار الأيام الماضية ما تنقله وسائل الإعلام ومواقعُ التواصُل الاجتماعي، من صورٍ مفزعةٍ ومروعة لأعمال القتل والتهجير، والحرق والإبادة الجماعية، والمجازر الوحشية التي راح ضحيتها مئات النساء والأطفال والشباب والشيوخ الذين حوصروا في إقليم راخين في ميانمار".

وأضاف "السلطات أجبرتهم (الروهنغيا) هناك على الفرار من أوطانهم تحت ضغط هجمات وحشية بربرية، لم تعرفها البشرية من قبل، ومنهم مَن مات مِن ألم المشي وقسوة الجوع والعطش والشمس الحارقة، ومنهم مَن ابتلعته الأمواج بعد ما ألجأه الفرار إلى ركوب البحر".

وتابع "هذا المشهد الهمجي واللاإنساني ما كان ليحدث لولا أن الضمير العالمي قد مات، ومات أصحابه، وماتت معه كل معاني الأخلاق الإنسانية (..) وأصبحت كل المواثيق الدولية التي تعهدت بحماية حقوق الإنسان وسلام الشعوب وحقها في أن تعيش على أرضها، حبرًا على ورق، بل أصبحت كذبًا لا يستحق ثمن المداد الذي كتب به".

وفي لهجة حادة غير معتادة، قال شيخ الأزهر "لم يعد الاكتفاء بمجرد الإداناتِ يجدي نفعًا أمام ما يتعرَّض له مسلمو الروهنغيا من عمليات إبادةٍ جماعيةٍ".

وأكد أن "المناشدات الخجولة الدولية التي تخرج لإنقاذ المواطنين المسلمين من عدوان الجيش البورمي والسلطات في ميانمار، أصبحت ضربًا من العبث وضياع الوقت".

واستطرد "نحن على يقين من أن هذه المنظمات العالمية كانت ستتخذ موقفًا آخر مختلفًا، قويًّا وسريعًا، لو أن هذه الفئة من المواطنين كانت يهودية أو مسيحية أو بوذية أو من أتباع أي دين أو مِلَّة غير الإسلام".

** تحركات إنسانية ومطالبات بمحاكمة دولية

وكشف الطيب، أن "الأزهر الشريف سعى بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين لتجميع الفرقاء المتصارعين في راخين (أراكان) حين استضاف في بداية هذا العام بالقاهرة، عددًا من القيادات الشابة يمثلون كافة الأديان والعرقيات في ميانمار، ومنهم رهبان ورجال أديان"، مستدركا "إلَّا أن بعض القيادات الدينية (لم يسمها) في ميانمار ضربت بهذه الجهود عرض الحائط".

وأوضح أن "ضمائر تلك القيادات سمحت لهم أن يتحالفوا مع عناصرَ متطرفةٍ مِن جيش الدولة المسلَّح، للقيام بعمليات إبادةٍ جماعيةٍ وتطهيرٍ عرقيٍّ ضد المواطنين المسلمين، في وحشية يندى لها جبين الإنسانية".

وكشف الطيب أن "الأزهر سوف يقود تحركات إنسانيةً على المستوى العربي والإسلامي والدولي لوقف هذه المجازر التي يدفع ثمنها المواطنون المسلمون وحدهم في ميانمار".

وطالب "كافة الهيئات والمنظَّمات الدولية وجمعياتِ حقوق الإنسان في العالَم كُلِّه أن تقوم بواجبها في اتخاذ الإجراءات اللازمة للتحقيق في هذه الجرائم المنكرة، ولتعقُّب مرتكبيها وتقديمهم لمحكمة العدل الدولية لمحاكمتهم كمجرمي حرب جزاء ما ارتكبوه من فظائع وحشية".

كما طالب شيخ الأزهر بـ"تحرك فوري من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، ومجلس الأمن، وصُنَّاع القرار في الدول العربية والإسلامية".

وحث الطيب تلك الهيئات والشخصيات بـ"بذل أقصى ما يستطيعون من ضغط سياسي واقتصادي يُعيد السلطات الحاكمة في ميانمار إلى الرشد والصواب، والتوقُّف عن سياسة التمييز العنصري والديني بين المواطنين".

وختم الطيب حديثه قائلا "نقول لإخواننا في بورما.. اُصمدوا في وجه هذا العدوان الغاشم.. ونحن معكم ولن نخذلكم.. والله ناصرُكم.. واعلموا أن الله لا يصلح عمل المفسدين".

ومنذ 25 أغسطس/ آب المنصرم، يرتكب جيش ميانمار إبادة جماعية ضد الروهنغيا في أراكان، ما أثار موجة من الإدانات في مختلف أنحاء العالم، ولا سيما المسلمين.


المصدر: وكالة أنباء الروهنجيا
https://www.rna-press.com/