في حوار خاص للعدسة.. مدير قناة “آرفيجين” يكشف مأساة مسلمي الروهينجا
01/09/2017

وكالة أنباء الروهنجيا ـ العدسة

حوار: عبدالحميد محمود

شهدت الأيام الأخيرة تصاعدا حادا في أزمة مسلمي الروهينجيا في إقليم أراكان حيث تصفهم منظمة الأمم المتحدة بالأقلية الدينية الأكثر اضطهادا في العالم.

يقول عطا الله نور الأراكاني مدير قناة آرفيجين العربية “الروهينجية” في حوار خاص لموقع العدسة أن أوضاع الروهينجين مأساوية في ظل استعداء جيش ميانمار لهم كما أنه يعمل على استئصالهم في ظل رفض تام من الدولة الاعتراف بهم خاصة بعد إصدار قانون ينزع عنهم جنسياتهم واعتبارهم مهاجرين.

الحوار التالي يسلط الضوء على المأساة التي يعيشها الشعب الروهينجي المسلم .. إلى نص الحوار:

بداية لو توضح لنا الآن أوضاع مسلمي الروهنجيا؟

أوضاعهم مأساوية، حيث هربت العوائل إلى الجبال والغابات في وقت تشهد المنطقة أمطاراً موسمية استوائية وتيارات هوائية باردة، ومن بين هؤلاء نساء وأطفال وشيوخ، ولا يملكون ماء ولا طعاما.
وقد تحصلنا بصفة خاصة على العديد من مقاطع الفيديو والصور تبين حجم مأساتهم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

لماذا ترفض حكومتي ميانمار وبنجلاديش اعطاء الروهنجيا الجنسية؟

أولا بنجلاديش لها الحق في رفض منحهم الجنسية لأن الروهنجيا ليسوا تابعين لها ولاهم من أصول سكانها.

الروهنجيا هم السكان الأصليين لمنطقة أراكان، وكانت مملكة إسلامية مستقلة وصلها الإسلام في عهد الخليفة هارون الرشيد، عام 788م، وحكمها 48 ملك مسلم وهناك آثارا إسلامية تثبت حكم الروهنجيا الإسلامي لأراكان.

ثم في عام 1784م تم احتلال مملكة أراكان من قبل دولة بورما المجاورة، وصارت أراكان من ذلك التاريخ ولاية تابعة لبورما، وكان الروهنجيا حتى بعد احتلال بورما مواطنين يتمتعون بكامل حقوق المواطنة مع وجود اضطهاد ضدهم لكونهم مسلمين، حتى وقع الانقلاب العسكري عام 1962م فساءت حالة الروهنجيا إلى عام 1982م حيث تم إصدار قانون بنزع جنسياتهم واعتبارهم مهاجرين قدموا من بنجلاديش.

وبماذا تسمي رفض بنجلاديش استقبال الفارين من ميانمار؟

من حق دولة بنجلاديش حماية حدودها، ورعاية مصالحها، كما أن الروهنجيا يهاجرون إليها بمئات الآلاف مما يؤثر على الوضع الاقتصادي لبنجلاديش.
وبالرغم من ذلك فهناك في بنجلاديش ما يقرب من مليون لاجئ روهنجي يعيشون على أراضيها منذ عشرات السنين.

كيف توصف ما يحدث مع المسلمين في ميانمار وما هو دور الجيش؟

ما يحدث هناك هي خطة ممنهجة من قبل الجيش لإنهاء العرق الروهنجي من ميانمار، إما بقتلهم أو بتهجيرهم خارج البلاد، وإخلاء أراكان من وجود الروهنجيا بالكامل.

وماذا عن رد فعل مسلمي الروهنجيا؟

الروهنجيا منذ عشرات السنين محتسبون ويتحملون الألم والمشقة، وقدموا مئات الآلاف من الشهداء، وينتظرون الفرج من الله تعالى ثم من المجتمع الدولي وعلى وجه الخصوص الدول الإسلامية التي يقع على عاتقها حمايتهم من الظلم والاضطهاد والقمع.

بما تفسر .. وقوع المجزرة الأخيرة التي أوقعت ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف قتيل من الروهنجيا -بحسب بيان لمجلس الروهنجيا الأوروبي- في اليوم التالي للإعلان عن التقرير الذي أعده الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان؟

يجب علينا أن نعرف أن جيش بورما ومنذ شهر أكتوبر عام 2016 حشد الكثير من القوات العسكرية والآلات الحربية في أراكان، وأتت بآليات عسكرية كثيرة، منها صواريخ مضادة للطائرات، وسفن حربية وما إلى ذلك.

وكما هو معلوم أن تقرير كوفي عنان فيه مطالبة صريحة بإرجاع الحقوق المسلوبة من أقلية الروهنجيا وعلى رأسها إعادة حق المواطنة والاعتراف بالروهنجيا كعرقية أصيلة في البلاد، وبعدم استخدام “القوة المفرطة” من قبل جيش ميانمار في إيحاء صريح للانتهاكات المروعة التي طالت الروهنجيا وتسببت في هجرة الآلاف، وأيضا طالب التقرير بفتح المعابر والطرق أمام البعثات الإنسانية الإغاثية والسماح للطواقم الإعلامية ورفع القيود عن حركة الروهنجيا داخل ميانمار.

ويفسر بعض المراقبين المجزرة الأخيرة لقطع الطريق على تنفيذ هذه التوصيات والمطالبات.

كيف تنظر المنظمات الدولية للروهنجيين ؟ وما هو دورها ؟ وهل اتخذت أي خطوات عملية لوقف المجازر؟

المنظمات الدولية لم تقدم ما يغير الأحداث في الواقع الروهنجي، وهي وإن أصدرت العديد من بيانات الإدانة والاستنكار إلا أنها لم تقم بخطوات عملية تجبر حكومة ميانمار على إرجاع حقوق الروهنجيا، ولم تتخذ إجراءات وتدابير عملية لمنع وقوع المجاز في أراكان.

وكان من المفترض إرسال قوات حماية دولية إلى أراكان طالما أن هناك مجازر ترتكب بحق الروهنجيا وهذا الذي نطالب به منذ مدة.

برغم حصول رئيسة الحكومة “سان سوتشي” على جائزة نوبل للسلام إلا أنها لا تزال تغض الطرف عن المجازر بحق الإقليم .. بما تفسر ذلك؟

“أونغ سان سوتشي” هي مستشارة الدولة ووزيرة خارجيتها، فازت بجائزة نوبل للسلام عام 1991 لدورها في الدفاع عن الديمقراطية ومطالبتها بالتغيير، وحقوق الإنسان في بلادها، وفازت بهذه الجائزة وهي كانت معارضة وخارج السلطة في ميانمار.

لكنها بعد فوزها في انتخابات عام 2015 لم تحرك في أرض واقع الروهنجيا شيئا، ولم تلتفت لاضطهاد المسلمين في ميانمار بل وحتى خلال حملتها الانتخابية لم تشر إلى معاناتهم.

من إذا يدعم مسلمي الروهينجيا وما هي أشكال هذا الدعم؟

هناك دول كثيرة تقدم الدعم الإغاثي للروهنجيا، فهناك جمعيات ومنظمات خيرية تعمل في تقديم الإغاثة للشعب الروهنجي داخل أراكان أو في مخيمات اللاجئين في بعض الدول المجاورة.

وهناك دعم من نوع آخر وهو دعم سياسي، حيث قامت عدد من الدول بتحريك القضية في دهاليز الأمم المتحدة واللجان التابعة لها، ولكن حتى الآن لم يخرج قرار إلزامي لميانمار يلزمها بإعادة المواطنة للروهنجيا وإيقاف الظلم والاضطهاد ضدهم.

أخيرا .. برأيك متى تنتهي أزمة مسلمي الروهينجيا؟

عندما تجد إرادة فعلية من دول العالم وعلى وجه الخصوص الدول الإسلامية، وقبل ذلك حتى يأذن الله تغيير واقع الروهنجيا وانتهاء أزمتهم.


المصدر: وكالة أنباء الروهنجيا
https://www.rna-press.com/