تقرير حلقة : الروهينغا .. التنكيل والصمت
15/05/2017

 

[video]https://www.youtube.com/watch?v=VwzTlYRuUe0&t=6s[/video]

 

وكالة أنباء الروهنجيا ـ الجزيرة نت

ميانمار بلد التناقضات، البلد الذي تحول للحكم الديمقراطي حديثا لكن الجيش ما زال صاحب السلطة الأقوى فيه، يفتح أبوابه للاستثمار والسياحة لكنه يحكم إغلاقها بوجه فئة من مواطنيه، يتغنى بسلمية البوذية ويرتكب جرائم مروعة بحق المسلمين.
الروهينغا هم هؤلاء المسلمون الذين يقتلون ويشردون في ميانمار وبتعتيم يراد له أن يكون مطبقا، وحين تفتح ثغرة للوصول إلى لب الحكاية تواجه بإنكار وجود الروهينغا من الأصل.


بلا اسم
كأن القتل يسبقه دائما اغتيال اسم القتيل، يشترك في تجاهل اسم الروهينغا الرهبان البوذيون والجيش حتى الرئيسة أونغ سان سو تشي الحائزة على جائزة نوبل للسلام، كما يشير إلى ذلك مراقبون حقوقيون.


فريق برنامج "المسافة صفر" شد الرحال إلى ميانمار للاقتراب مما يجري ونقل ما أمكن من مشهد مأساوي في حلقة بثت الأحد (2017/5/14).


تضم عرقية الروهينغا أكثر من مليون إنسان يعيشون في ميانمار. ورغم الوثائق التاريخية التي تثبت وجودهم منذ قرون ترفض الحكومة الاعتراف بهم ضمن 135 مجموعة عرقية مختلفة تعيش في البلاد.


مجرد تبرير
فكرة أن الروهينغا مهاجرون غير شرعيين يروج لها القادة السياسيون والرهبان على حد سواء. لكن مراقبين دوليين يعتقدون أنه مجرد تبرير لطردهم، خصوصا مع ازدياد الحديث عن اكتشاف ثروات طبيعية في ولاية راخين (أراكان سابقا).
في أكتوبر/تشرين الأول 2016 فرض الجيش البورمي حصارا خانقا على منطقة مونغدو بولاية راخين. منذ ذلك الوقت تتحدث التقارير عن عمليات قتل جماعية واغتصاب منظم ونزوح جماعي للروهينغا باتجاه بنغلاديش.

لم ينجح الانتقال الديمقراطي عام 2011 بإنهاء العنف، ووقع الروهينغا تحت الإبادة الجماعية في عام 2012، وهو ما لم يتوقف حتى الآن.
ومن لم يطله الموت وجد نفسه في أحد مخيمات سيتوي ذات الأسلاك الشائكة والحواجز العسكرية. ومن يمر في مدينة سيتوي يجدها خاوية بعد أن كانت تعج بالبشر.


هاجس الموت
تنقل الكاميرا مشاهد مأساوية لحال المحاصرين الذين يعيشون على معونات المنظمات الإنسانية، بلا حقوق في التعليم والصحة ومع هاجس الموت في كل لحظة.
"طبيب" المخيم كان يغالب دموعه وهو يشكو قلة حيلته في معالجة المحتاجين. لم يدرس الرجل الطب أو الصيدلة، لكن معرفته المتواضعة ببعض الأدوية وضعت على كاهله حملا ثقيلا.
الراهب البوذي أو بار مونت كا يشعر بالأسف لحالة الروهينغا، لكنهم في رأيه ليسوا مؤهلين للحصول على حقوق المواطنة، ويقول إنهم إذا أرادوا العيش في ميانمار فعليهم اتباع ثقافة البلاد، فهم يأكلون أرز ميانمار ويشربون ماءها وفي مباريات كرة القدم يشجعون منتخب بنغلاديش.


لا أقبل وجودهم
حسب الراهب، فإن الروهينغا قدموا من بنغلاديش إلى ميانمار عام 1856، وهذه المدة ليست كافية لتغيير قناعته التي يختصرها بالقول "لا أقبل بوجودهم هنا".
أما الناشط الروهينغي زاو زاو فيقول "أجدادنا ولدوا هنا، لغتنا ليست بنغالية، ولا علاقة تربطنا إلا بأجدادنا الذين ولدوا هنا في راخين".
بنغلاديش التي تقف على الجانب الآخر من نهر "ناف" تفرض مراقبة مشددة على الحدود، بعد أن بلغ عدد لاجئي الروهينغا غير المسجلين فيها بين 200 ألف و500 ألف.
على الضفة البنغالية للنهر مشردون نجوا من الموت إما ذبحا أو أثناء قطع النهر الذي ابتلع الكثير من الهاربين.
كل مشرد لديه حكاية عن موت رآه وموت يلاحقه، ولسان الحال يقول: كم يبدو العالم ضيقا وهو يستعد لإبداء قلقه تجاه المجزرة القادمة.


المصدر: وكالة أنباء الروهنجيا
https://www.rna-press.com/