معركة الموصل تبرز دور مراسلات الحروب
13/12/2016

وكالة أبناء الروهنجيا - الجزيرة: 

لطالما كانت تغطية الحروب والنزاعات المسلحة اختصاصا مقتصرا على الرجال، رغم أن المرأة لم تكن غائبة تماما عن الخطوط الأمامية للمواجهة على الأقل منذ الحرب العالمية الثانية، غير أن مبدأ المؤسسات الإعلامية ظل لزمن طويل يعتمد إرسال المراسلين الرجال إلى جبهات القتال المتقدمة.
هذه المقاربة التقليدية بدأت تتهاوى، خاصة خلال العقدين الماضيين، فقد أضحى وجود المراسلات على خطوط النار مشهدا مألوفا، تماما كما تؤكده هذه الأيام إحدى أكثر معارك القرن الجديد خطرا وتعقيدا وهي معركة الموصل، التي سقطت بيد تنظيم الدولة منذ عام 2014.
حلقة (2016/12/12) من برنامج "المرصد" سلطت الضوء على شجاعة مراسلات الحروب في تغطية معركة الموصل والقصص الإنسانية المؤثرة التي ينقلنها من وسط مخيمات النازحين الفارين من جحيم الحرب.
فمع بداية معركة استعادة الموصل من تنظيم الدولة أغرقت أنباء القتال والمعارك القنوات العالمية، التي جندت طواقم مراسلين لنقل وقائع الميدان بشتى تفاصيلها، وفي هذه الحرب حضرت المراسلات الميدانيات بقوة على الأرض، وخرقن قاعدة تفوق زملائهن الرجال في بيئات العمل الخطرة.
أروى دايمون مراسلة قناة "CNN" الأميركية كانت ضمن موكب لقوات عراقية خاصة تعرض لهجوم بسيارة مفخخة في حي السماح شرق المدينة، وعلقت المراسلة وزميلها المصور لمدة 28 ساعة وسط كمين لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية.
أما مذيعة الجزيرة سلمى الجمل فقد تعرضت أثناء التغطية المباشرة من أحد مواقع القتال لقصف بقذائف الهاون، وتقول "عايشت لحظات مختلفة من الرعب وكنت لا أفكر حينها سوى في زوجي وأولادي قبل أن أعود مرة أخرى إلى الوعي بأنني في الميدان وعلى الهواء مباشرة ويجب أن أتابع".
كسر الحصار
يحدث أن تكون هناك جريمة صامتة في عصر هذه الثورة الإعلامية التي تكتسح أركان الأرض، إنها جريمة تحدث في ركن متوارٍ جنوب شرق آسيا، وتحديدا في بورما أو ميانمار، حيث تضرب السلطات حصارا إعلاميا تاما على إبادة أقلية الروهينغا المسلمة في مقاطعة راخين غرب البلاد.
هذا التعتيم الإعلامي تكسره اليوم مجموعة من الطلبة والمتطوعين من الروهينغا المقيمين في العاصمة الماليزية كوالالمبور، حيث أسسوا قناة تلفزيونية اسمها
"آر فيجن" ناطقة بعدة لغات، وتهدف التجربة إلى فك الحصار عن الأخبار القادمة من راخين بعد منع الصحافة الأجنبية من دخول المقاطعة المنكوبة، ويمثل مراسلو القناة آخر الشهود على المأساة الجارية رغم الأجواء العدائية التي تهدد حياتهم في كل لحظة.
كاسترو والإعلام
عندما أذيع خبر وفاة فيدل كاسترو في كوبا بدأ العديد من منتجي الأخبار حول العالم نشر سيرة الرجل، لكن الحديث عن فترة حكم كاسترو الذي تحدى الولايات المتحدة ودعم حركات التحرر الوطني في أميركا الجنوبية وأفريقيا ليس أمرا سهلا، إضافة إلى أن علاقة الرجل بالإعلام كانت حافلة بالمنعرجات على مدى نصف قرن قضاها في الحكم.
الإعلام الأميركي خاض مع الرجل حربا طويلة، وطالما تعامل مع الخبر الكوبي بشك وعدائية، وعندما تأتي سيرة كاسترو يسهب في الحديث عن السجناء السياسيين في كوبا بينما يغفل سجناء معتقل غوانتانامو الذي يصادف أنه موجود أيضا على أرض كوبية.


المصدر: وكالة أنباء الروهنجيا
https://www.rna-press.com/