حرب جديدة ضد مسلمي الروهـينغا في ميانمار
14/11/2016

وكالة أنباء الروهنجيا - الإمارات اليوم

في نوفمبر الماضي، احتشدت الجماهير عند مقر قيادة رئيسة حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية، أونغ سان سو كي، في مدينة يانغون، ابتهاجاً بانتصار هذه الأخيرة في الانتخابات. وللمرة الأولى منذ نصف قرن من الحكم العسكري، سيكون المدنيون مسؤولين عن الدولة، لكن بعد مرور عام على ذلك يبدو أنه من غير الواضح من الذي يدير شؤون ميانمار، كما أن جيش ميانمار الذي كان محتقراً في السابق يتمتع بموجة جديدة من الدعم، لكن ما السبب؟

يرجع ذلك إلى أن من يعتبرهم العامة أعداء في ميانمار أصبحوا متمردين في مخيلة شعب هذا البلد، كما أن الجيش يسترد سلطته السياسية عن طريق العودة إلى محاربة هؤلاء الأعداء، وهم مسلمي الروهينغا، الأقلية المضطهدة منذ سنوات عدة، حيث يعتبرون «لاجئين غير شرعيين» قدموا من بنغلاديش على الرغم من أنهم موجودون في البلد منذ قرون عدة. وعلى الرغم من أن الروهينغا يعانون من التمييز العنصري منذ أجيال عدة، لكن الاضطهاد ضدهم ازداد بصورة خاصة في السنوات الأخيرة.

وكان الجنرال الديكتاتور ني وين، الذي استولى على السلطة بانقلاب عسكري في عام 1962، دفع باتجاه إصدار قانون الهجرة الطارئ عام 1974، وفي عام 1982 تم تجريد الروهينغا من جنسيتهم البورمية، وانتهج الحكم العسكري سياسية غير مكتوبة تهدف إلى التخلص من المسلمين والمسيحيين والكارينز، إضافة إلى إثنيات أخرى صغيرة.

وامتزج التحامل الحكومي على الروهينغا مع خطاب يدعو للكره، حيث تم تصويرهم باعتبارهم أجانب، كما أنهم أصبحوا مطية للإرهاب «الداعشي». وكان الرهبان البوذيون المتعصبون قومياً، أمثال أشين ويراثو، قد اعتبروا الإسلام خطراً وجودياً على ميانمار، محذرين من أن المسلمين يمكنهم التفوق على البوذيين من الناحية العددية.

ويدعي الجيش الميانماري الآن أنه يواجه تمرداً منظماً في صفوف الروهينغا في إقليم راخين الواقع غرب البلد والمحاذي لبنغلاديش، وصحيح أنه ثمة حركات في ميانمار متعددة إسلامية وبوذية.

وفي التاسع من أكتوبر الماضي، حدث هجوم بسيوف ومسدسات على حرس الحدود في بلدة موغداو الحدودية مع بنغلاديش، ونجم عنها مقتل تسعة من أفراد الشرطة، إضافة إلى خمسة من الجنود. واتهمت السلطات والشعب في ميانمار مسلمي الروهينغا بأنهم وراء الحادث بعد أن دربتهم «طالبان»، وذكروا بعض الأدلة بعد أن اعتقلت الشرطة أشخاصاً قالت إنهم شاركوا في الحادث. وفي مقابلة مع سو كي، قالت إن اتهام الروهينغا غير صحيح تماماً لأنه جاء من طرف شخص واحد، لكن الإجراءات القمعية ضد أبناء الروهينغا جاءت سريعة ووحشية حيث قامت الحكومة باعتقالات وحرق قرى.

وجاء الهجوم في وقت ملائم بالنسبة للجيش الميانماري، إذ في الوقت ذاته حدثت هجمات من ميليشيات أخرى متمردة لكنها ليست مسلمة، حيث قتل 30 جندياً على أيدي أقلية أراكان غير المسلمة، لكن الجيش لم يعلق على ذلك بتاتاً.

وإثر هجوم بلدة موغداو زحف الرهبان البوذيون في مسيرات بالقرى، وهم ينشدون دعماً للجيش، في حين أخذ كبار الصحافيين في ميانمار يطرحون التساؤلات عن سبب «عدم تعاون» الروهينغا مع الجيش. وكان أحد الصحافيين أجرى مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» قال فيها إنه شاهد بأمّ عينه جنوداً يطلقون النار على الروهينغا المدنيين العزل، لكنه عاد وتراجع عن كلامه على صفحته على «فيس بوك». وليس من المعروف الضغوط التي مورست عليه.


المصدر: وكالة أنباء الروهنجيا
https://www.rna-press.com/