حاكم الشارقة وقرينته يزوران اللاجئين الروهنجيا في ماليزيا
08/05/2016

وكالة أنباء الروهنجيا - الخليج

زار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينته، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يوم أمس الأول، مركز الانسجام لتعليم اللاجئين التابع للمفوضية في العاصمة الماليزية كوالالمبور.

شدد صاحب السمو حاكم الشارقة، على أهمية التفات المجتمع الدولي إلى المعاناة القاسية التي يمر بها اللاجئون في العالم، وضرورة التحرك الجاد لتوفير متطلبات الحياة الكريمة لهم من مأوى وغذاء وصحة وتعليم، لافتاً إلى أن الجميع في هذا العالم من حكومات ومؤسسات وأفراد مطالبون بدور فاعل وعاجل لحماية مستقبل تلك العائلات، وخصوصاً الأطفال منهم.

والتقى صاحب السمو حاكم الشارقة، وقرينته سمو الشيخة جواهر، خلال زيارتهما المركز، ريتشارد تاول، ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ماليزيا، حيث ناقشا أوضاعهم، والجهود التي تقوم بها المفوضية لدعمهم، ومساعدتهم، وتمكينهم من تجاوز معاناة اللجوء، إلى جانب الوقوف على احتياجات المفوضية لمواصلة تقديم الدعم والمساعدة للاجئين المقيمين في ماليزيا، وتحديداً القادمين من ميانمار.

حضر اللقاء جيمس لينش، ممثل المفوضية الإقليمي لجنوب شرق آسيا، يانتي إسماعيل، مساعد مسؤول العلاقات الخارجية للمفوضية في ماليزيا، وحسام شاهين، مسؤول قطاع الشركات الخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في المفوضية، وآيات الدويري، مسؤولة علاقات القطاع الخاص في المفوضية.

كما حضره بدر جعفر، الرئيس التنفيذي لشركة الهلال للمشاريع ومؤسس مبادرة «بيرل»، ونورة النومان، رئيسة المكتب التنفيذي لسمو الشيخة جواهر القاسمي، وأميرة بن كرم، نائبة رئيسة مؤسسة «نماء» للارتقاء بالمرأة، وإرم مظهر علوي، مستشارة أولى في المكتب التنفيذي لسمو الشيخة جواهر القاسمي، ومريم الحمادي، مديرة حملة سلام يا صغار، التابعة لمؤسسة القلب الكبير.

واطلع صاحب السمو حاكم الشارقة، وقرينته، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، خلال الزيارة، على مرافق المركز الذي يقدم خدمات الرعاية، والتأهيل، والتعليم، إلى اللاجئين الذين فروا من ميانمار، في الأعوام الأخيرة، بحثاً عن الحماية والأمان من الاضطرابات والعنف في بلدهم، واستقر كثير منهم في ماليزيا، وإندونيسيا، وسريلانكا، وفيتنام.

والتقى حاكم الشارقة وقرينته، خلال الزيارة، مجموعة من العائلات اللاجئة من مسلمي الروهينغا، واستمعا منهم إلى تفاصيل حياتهم خلال رحلة اللجوء الشاقة، والاحتياجات والمتطلبات التي يتطلعون إلى الحصول عليها؛ ليتمتعوا بحياة كريمة، كما التقيا عدداً من الطلاب الذين يتلقون التعليم في المركز، وتحدثا إليهم، وشجعاهم على عدم التفكير في المعاناة التي مروا بها، والثقة بأن القادم سيكون أفضل لهم ولعائلاتهم.

وأشاد صاحب السمو حاكم الشارقة، بالجهود التي تبذلها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لحماية اللاجئين، وتوفير احتياجاتهم في مختلف مناطق العالم، وأكد أن مساعدة الإنسان لأخيه الإنسان، بغض النظر عن دينه أو لونه أو جنسه، هو أمر تكفله الشرائع والأعراف، وهو حق إنساني لا يمكن التنازل عنه أو التفريط فيه، مطالباً برفع مستوى التعاون من قبل القطاعين العام والخاص في كل دول العالم؛ لتوفير مزيد من الدعم والتأهيل للاجئين المقيمين في ماليزيا.

وأشار سموه إلى أهمية ضمان حصول الأطفال اللاجئين على التعليم الجيد في أي بقعة يلجؤون إليها، عاداً قضية التهاون في توفير التعليم للأطفال اللاجئين، تهاوناً بمستقبل أمم وشعوب خسرت حاضرها جرّاء الحروب والنزاعات، وستخسر مستقبلها إذا لم تستثمره في تعليم أطفالها، وطالب سموه أيضاً بتوفير برامج تأهيلية وتدريبية للاجئين البالغين؛ لضمان حصولهم على مهارات عملية لتوفير دخل جيد يساعدهم على إعالة أنفسهم وعائلاتهم.

بدورها أكدت سمو الشيخة جواهر القاسمي اهتمامها بقضية لاجئي ميانمار ومتابعتها لها، وبخاصة الأطفال، الذين يشكلون حسب بيانات المفوضية نحو خُمس اللاجئين الموجودين في ماليزيا، وأشارت إلى ضرورة جمع شمل الأطفال الذين تفرقوا عن والديهم، فضلاً عن توفير التعليم والرعاية الصحية لهم بشكل عاجل. وأضافت أنها ستقوم من خلال مؤسسة «القلب الكبير»، وبالتنسيق مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بالبحث عن آليات لتوسيع الخدمات المقدمة لهؤلاء اللاجئين؛ لضمان تمتعهم بالحقوق الأساسية.

وخلال الزيارة تحدثت سموها إلى الأطفال الموجودين في المركز، ودعتهم إلى التطلع إلى المستقبل بأمل وتفاؤل، وقالت: «العالم أجمع مطالب إنسانياً وأخلاقياً بحماية حاضر لاجئي ميانمار ومستقبلهم، نحن معكم بقلوبنا وأفعالنا، ولقد جئنا إليكم هنا للاطلاع على أوضاعكم ولسماع متطلباتكم واحتياجاتكم عن قرب، وسأواصل العمل مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، وبدعم من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي؛ لحشد الدعم وتوفير احتياجاتكم لحياة كريمة، إلى حين عودتكم إلى أوطانكم إن شاء الله».

ودعت المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الأطفال اللاجئين إلى مواصلة تعليمهم والتركيز في التحصيل العلمي أكثر من أي وقت مضى والتفكير في المستقبل وفيما بعد آبائهم، وخصوصاً الفتيات، مطالبة إياهن بعدم القبول بالزواج المبكر أو الجلوس في المنزل دون دراسة، وقالت لهن: «بناتي العزيزات، المستقبل ما زال أمامكن، بالعلم تستطعن بناء ما هُدم، وتستطعن أن تعلنّ أنفسكن وعائلاتكن، غداً ستصبحن طبيبات ومهندسات ومعلمات وقائدات، لا تقبلن بالزواج المبكر لأي سبب، أنتن زهرات أوطانكن وستكن بالعلم والمعرفة بناة الغد قائدات المستقبل».

وقامت سمو الشيخة جواهر، بتوزيع هدايا على الأطفال في المركز، وهي حقائب مدرسية تتضمن مجموعة من اللوازم الدراسية وكتباً للأطفال، وهو ما لاقى ترحيباً كبيراً من الأطفال، الذين ارتسمت على وجوههم عبارات الفرح، فيما ثمّن القائمون على المركز هذه المبادرة؛ لما تسهم به من تعزيز ثقة اللاجئين الأطفال بأن قضيتهم تحظى باهتمام المجتمع الدولي.

وبدأت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عملياتها بماليزيا في عام 1975، مع توجه اللاجئين الفيتناميين إليها وإلى بلدان أخرى في المنطقة عن طريق القوارب. وبين عامي 1975 و1996، ساعدت المفوضية الحكومة الماليزية على توفير الحماية والمساعدة للاجئين الفيتناميين، وعملت على توطين أكثر من 240 ألفاً منهم في عدد من الدول مثل الولايات المتحدة، وكندا، وأستراليا، وأوروبا، كما أعادت أكثر من 9000 فيتنامي إلى بلدهم.

وبين عامي 1970 و1980 ساعدت الحكومة الماليزية في استقبال أكثر من 50 ألفاً من مسلمي الفلبين، وإعادة توطينهم، فضلاً عن آلاف المسلمين من كمبوديا في عام 1980، ومئات من اللاجئين البوسنيين في عام 1990. وحتى نهاية عام 2015، كان هناك نحو 159 ألف لاجئ وطالب لجوء مسجل لدى المفوضية في ماليزيا، من بينهم نحو 144 ألفاً من ميانمار، أكثر من 54 ألفاً منهم من مسلمي الروهينغا.
القلب الكبير مؤسسة إنسانية تدعم الطفولة.

أطلقت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، «القلب الكبير»، وهي مؤسسة إنسانية عالمية، وخصصت في العام الماضي مليون درهم، لمساعدة اللاجئين من مسلمي الروهينغا في إندونيسيا؛ تلبية لنداء الاستغاثة الذي أطلقته المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في وقت سابق من عام 2015، لتنظيم حملة إغاثية عاجلة للمساعدة في تحسين أوضاع هؤلاء اللاجئين.

يشار إلى أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين اختارت في شهر مايو/‏‏‏أيار 2013 سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، مناصرة بارزة للمفوضية؛ تقديراً لجهودها في رفع مستوى الوعي العام للاجئين وحشد الدعم لهم.
وتعدّ سموها واحدة من أهم الداعمين لعمل المفوضية الإنساني، فقد أسهمت في إطلاق ودعم عشرات المبادرات الرامية إلى دعم اللاجئين الفلسطينيين، والسوريين، والصوماليين، وكذلك دعم اللاجئين من مسلمي الروهينغا.


المصدر: وكالة أنباء الروهنجيا
https://www.rna-press.com/