آمال عريضة يعقدها مسلمو الروهنجيا في الحكومة الميانمارية الجديدة
08/05/2016

وكالة أنباء الروهنجيا - خاص (عبدالله بوقس):

سيتوي (ميانمار) - يعقد مسلمو عرقية الروهينجيا في ميانمار آمالا عريضة بأن تجد الحكومة الميانمارية المدنية الجديدة حلا لإنهاء أزمتهم العرقية، وفك الحصار عنهم في المناطق المحظورة، مؤكدين أنهم لن يفرطوا في قضيتهم وإثبات أنهم مواطنون في ميانمار، ولهم إرث تاريخي قديم فيها.

وقال الشيخ أمين شريف إمام مسجد قرية (داباينغ) بالقرب من مدينة (سيتوي) في ولاية (راخين) غربي ميانمار أن الحكومة الجديدة يجب أن تعيد النظر في قضية الحصار الذي فرضته علينا الحكومة السابقة، والسماح للمنظمات الإنسانية الدولية ولاسيما من دول العالم الإسلامي بإدخال المعونات للمسلمين.

كل خير

وتوقع شريف “كل خير” من الحكومة الجديدة، وذلك لأن الرئيس الجديد تين شيو حسب وصفه “منصف وعادل”، وكذلك مستشارته ووزيرة الخارجية أونغ سان سوكي التي تقود حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية الحاكم، قائلا “أزعم من قلبي أن الحكومة الجديدة ستكون لديها نظرة خير للمسلمين”.

وأوضح بأن الحكومة الجديدة لم تبد أية مضايقات تجاه مسلمي الروهينجيا بعد الانتخابات التي أجريت في مارس الماضي والتي أنهت عقودا من حكم العسكر للبلاد، مردفا “لكننا محاصرون في سجون مفتوحة تبلغ مساحتها ٥ أميال وذلك لعزلنا عن البوذيون بعد أحداث ٢٠١٢”.

وأفاد أنه على الرغم من الحكومة الجديدة لم تقدم أية مساعدات للروهينجيا، إلا أنها بدأت بتسهيل بعض علميات إدخال المساعدات التي تقدمها المنظمات الإنسانية الدولية للمخيمات والقرى المحاصرة، موضحا بأن تلك المنظمات تقدم مساعداتها الغذائية بشكل شهري وأنها لاتكفي حاجة الفقراء.

التمسك بالعرقية

من جانب آخر أكد الشيخ شريف أن أبناء الروهينجيا لن يتخلو عن اسم عرقيتهم لأنها موثقة في التاريخ، مشيرا إلى أن مجموعة من أعيان الروهينجيا أجروا مباحثات ومناقشات مع رئيس الحكومة السابقة ثين سين وبعض وزرائه الذين طالبوا بمحو اسم الروهينجيا، واختيار اسم آخر مثل “البنغالي” بديلا عنه، وهو ما يعتبر تمهيدا لتغيير ديموغرافية ولاية راخين التي يكثر فيها مسلمو الروهينجيا، ولهم إرث تاريخي طويل فيها.

وقال شريف “لن نفرط في حقوقنا العرقية لأنها شاهدة لنا في التاريخ وهناك أوراق ومستندات قديمة تثبت أن الحكومات الميانمارية كانت تعترف بعرقية الروهينجيا بما في ذلك الجوازات والإثباتات الأخرى”.

انفراج قادم

من جهة أخرى أضاف ناشط روهينجي من داخل المخيمات يدعى هاشم في تصريح مماثل أن مسلمي الروهينجيا داخل مخيمات اللاجئين والقرى يشعرون بنوع من الانفراج الواقع والقادم بشأن أوضاعهم الإنسانية، لاسيما وأن هناك بوادر خير تقوم بها الحكومة الميانمارية الجديدة تحت قيادة مستشارة الرئيس سوكي.

وقال هاشم أن هناك تخفيف إلى حد ما من التشديدات الأمنية في عملية إدخال المساعدات الإنسانية إلى المخيمات والقرى التي لاتسمح لهم السلطات بالخروج منها منذ وقوع الأحداث الأخيرة الدامية بين عرقية (راخين) البوذية وعرقية الروهينجيا المسلمة في ٢٠١٢.

وأشار إلى أن هناك تعاون من قبل عدد لا بأس به من أفراد عرقية الراخين  لتوصيل المساعدات والطلبات إلى داخل المخيمات والقرى المحاصرة، إضافة إلى التعاون التجاري حيث يقومون بتوصيل السلع من خارج منطقة الحظر، موضحا بأن مثل هذه البوادر تؤكد إمكانية عودة الحياة الطبيعية بين العرقتين مجددا.

ناشط بوذي

من جهته أعرب ثانت زان وهو ناشط اجتماعي بوذي من عرقية الراخين ويعمل لصالح منظمة (مساعدات المسلمين) البريطانية، عن أمله في انفراج الحصار المطبق على الروهينجيا والسماح لإدخال المساعدات الإنسانية، موضحا أنه يقوم بتوصيل وتلبية طلبات جميع ما يحتاجه الروهينجيون من خارج المخيمات والقرى المحاصرة، وذلك وفقا لصلاحياته وعلاقاته الجيدة مع حكومة ولاية راخين.

وقال زان “أنا أؤمن بما أقوم به من عمل إنساني تجاه مسلمي الروهينجيا لأني أؤمن بأن قضيتهم إنسانية بالدرجة الأولى”، متوقعا من الحكومة الجديدة بقيادة مستشارة الرئيس سوكي أن تنهي الصراعات العرقية، ليس فقط في قضية الروهينجيا، بل في قضايا عرقيات أخرى تقاتل الجيش الميانماري مثل مسلحو عرقية (كاشين) وجيش (راخين) الانفصاليين.

حالة من الكراهية

وأوضح بأن هناك حالة عامة من الكراهية يكنها أفراد عرقية الراخين في الولاية تجاه عرقية الروهينجيا والمسلمين، قائلا “قضية الروهينجيا مع الراخين معقدة جدا، لأن معظم الشعب هنا يكرهون المسلمين، ربما لأنهم متأثرون بخطابات الرهبان المحرضة ضد الإسلام والمسلمين، حيث يعتبرون توسعهم في البلاد خطرا على البوذية، وقد يكون تأثرهم بدوافع سياسية”.

ولم ينكر الناشط زان أن العمل الإنساني فتح لبعض أفراد عرقية الراخين العديد من فرص العمل مع المنظمات الإنسانية الدولية لتسهيل نشاطاتها وأعمالها في مساعدة الروهينجيا، مضيفا أن أسعار إيجارات المساكن والعقارات والسلع في مدنية (سيتوي) تعتبر مرتفعة مقارنة حتى بالعاصمة (يانغون)، حيث تصنف المدينة ب “الخطرة” بعد فرض حالة الطوارئ عليها وعلى بعض مدن إقليم راخين.


المصدر: وكالة أنباء الروهنجيا
https://www.rna-press.com/