أزمة المهاجرين.. معاناة واستغلال وإهمال عالمي
20/05/2015

وكالة أنباء الروهنجيا - وكالات

تندلع الأزمات وتندلع معها معاناة الأشخاص الذين يحتاجون للمساعدة لإغاثتهم فينشغل العالم بالحلول السياسية والعسكرية للأزمات التي قد تستمر لعقود دون حل، فيما تظل الشعوب تتلاطمها أمواج البحار ونيران الحروب والنزوح واللجوء والاستغلال، وسط صمت دولي.

ووفقا لدراسة عالمية أعدها المجلس النرويجي للاجئين ومركز رصد النزوح الداخلي، فقد سجل عدد النازحين داخل بلدانهم، نتيجة الصراع والعنف، رقما قياسيا جديدا، بلغ 38 مليون شخص، وهو ما يعادل عدد سكان لندن ونيويورك وبكين مجتمعة، فيما لاتزال تحصد الهجرة خارج بلدانهم أرواحهم بعد غرق المئات في قوارب الهجرة غير الشرعية.

أسوأ أزمة إنسانية

يقول المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيريس، إن "الأزمة السورية أطلقت أسوأ أزمة إنسانية في عصرنا".

فالملايين من اللاجئين في سوريا يعيشون في ظروف لا تلبث أن تتدهور، ويواجهون مستقبلاً يزداد غموضا مع دخول الصراع عامه الخامس.

ولا يرى معظم اللاجئين السوريين في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر، والبالغ عددهم 3.9 مليون لاجئ، أي احتمال للعودة إلى الديار في المستقبل القريب، مع فشل المجتمع الدولي في وجود حل للصراع.

أما في العراق فقد قدرت مفوضية شؤون اللاجئين نزوح 1.8 مليون شخص بالداخل، منذ شهر يناير وحتى سبتمبر 2014، ليتم خنقهم بين مطرقة تنظيم الدولة (داعش) وسندان الميليشيات الطائفية.

وينتشر النازحون في حوالي 1500 موقع في أنحاء البلاد، في الوقت الذي يستضيف فيه العراق 215 ألف لاجئ سوري.

وفي اليمن تقدر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عدد اليمنيين الذين هُجروا من منازلهم في الصراع الأخير بـ450 ألف شخص، انضموا إلى 330 ألف شخص كانوا قد نزحوا سابقاً.

وتضرّر أيضاً حوالي 250 ألف لاجئ في اليمن، غالبيتهم من الصوماليين، في حين فرّ 29 ألف شخص من جنسيات مختلفة إلى البلدان المجاورة.

ويصارع كل هؤلاء من أجل البقاء على قيد الحياة في أي مكان، في ظل ظروف يائسة، قد تمنع توصيل الإمدادات الإغاثية الطارئة لهم.

الروهينغا

سجلت مفوضية شؤون اللاجئين أكثر من 35 ألف شخص من مسلمي الروهينغا في ماليزيا، على مر الأعوام السابقة، فيما تعتقد بأن هناك المزيد.

وفي ظل الخذلان الدولي، لا يزال مسلمي الروهينغا، الهاربون من العنف الطائفي ضدهم في ميانمار، يعانون من الاستغلال والحرمان على أيدي المهربين وتجار البشر.

قوارب الموت

ويجد اللاجئون صعوبة متزايدة في الوصول إلى الأمان، بينما تواجه البلدان المضيفة مخاطر أمنية متزايدة، بسبب الانتشار الإقليمي للصراع، وعدم حصولها على المساعدة، التي تحتاج إليها للتعامل مع تدفق اللاجئين.

وقد دفع ذلك آلاف من المهاجرين إلى الاستسلام لقوارب المهربين للفرار إلى دول أخرى بحثاً عن حياة أفضل.

وأجبر اليأس المتزايد المزيد من اللاجئين على الانتقال إلى بلدان بعيدة، حتى شاهد العالم الوضع المأساوي في البحر الأبيض المتوسط الذي تحول إلى مقبرة للمئات.

وتفر عائلات بأكملها من الحروب والصراعات، مجبرةً على المخاطرة بحياتها مرة أخرى في قوارب غير آمنة، لإيجاد الحماية الواهمة في أوروبا، التي ترفض استقبالهم.


المصدر: وكالة أنباء الروهنجيا
https://www.rna-press.com/