من هم الروهينجا ولماذا يفرون من ميانمار؟
16/05/2015

لوسي ويستكت - (نيوزويك)11/5/2015
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني

يوم الأحد الماضي، تم إنقاذ نحو 1600 لاجئ من ميانمار وبنغلاديش قبالة سواحل إندونيسيا، ليتم احتجازهم في ماليزيا يوم الاثنين.
قال المسؤولون الماليزيون يوم الاثنين، إن 1.081 لاجئاً بنغلاديشياً ومن الروهينجا نزلوا في جزيرة "لانغكاوي" الماليزية. ويوم الأحد، كان 600 لاجئ "حزين ومتعب ومكتئب" قد علقوا قبالة ساحل مقاطعة أتشيه الإندونيسية. ويوم الاثنين، تم العثور على 400 لاجئ آخرين على متن إحدى السفن، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية.

يعتقد بأن المئات من هؤلاء الأشخاص هم من مجموعة الروهينجا؛ الأقلية الإثنية المسلمة في ميانمار، والذين ما يزالون يعانون منذ عقود من التمييز والملاحقة في البلد ذي الأغلبية البوذية. وتعتبر حكومة ميانمار طائفة الروهينجا البالغ عددهم نحو 1.33 مليون شخص تقريباً مستوطنين غير شرعيين، بينما تصنفهم الأمم المتحدة على أنهم من أكثر مجموعات اللاجئين المعرضين للاضطهاد في العالم.
في زيارتها للبلد في وقت سابق من هذا العام، لم تشاهد يانغهي لي، المقرر الخاص للأمم المتحدة حول حقوق الإنسان في ميانمار "أي تحسن" في الطريقة التي تتم بها معاملة الروهينجا في البلد. وقالت في بيان لها: "إن الظروف في المخيمات المسلمة (حيث يعيش المشردون الروهينجا محلياً) قاتمة جداً، كما تلقيت إفادات تفطر القلب من أناس من الروهينجا الذين أبلغوني بأن لديهم خيارين فقط: ابقوا وموتوا، أو غادروا على متن قارب".

تشكل ماليزيا وإندونيسيا بلدين بأغلبية مسلمة. وبين شهري كانون الثاني (يناير) وآذار (مارس) من هذا العام، ركب نحو 25.000 شخص من الروهينجا والبنغلاديشيين قوارب يديرها مهربون، أي ضعفا عدد الذين هاجروا على متن القوارب في الفترة نفسها من العام 2014، وفق وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وتعد تايلاند الوجهة الاعتيادية للقوارب المهاجرة. لكن حملة أخيرة شنت على الاتجار بالبشر فرضت على المهربين تغيير أنظارهم إلى مكان آخر، كما تقول "رويترز".

بين العامين 1826 و1948، كان البريطانيون خلال حكمهم الاستعماري قد جلبوا الروهينجا من الهند للعمل في ميانمار. ومنذئذٍ، ما يزال أصل هذه المجموعة موضع نزاع؛ حيث يقول البعض إنهم ينحدرون من بنغلاديش، بينما يقول آخرون إنهم قدموا من ولاية راخين في جنوب شرقي ميانمار.

ومن جهته، ينفي رئيس ميانمار، ثين سين، وجود أي إساءات لحقوق الإنسان ضد الروهينجا، واصفاً هذه التقارير بأنها "محض افتراء". كما ينفي أن يكون الروهينجا شعباً ويشير إليهم على أنهم "بنغاليون". وينم وصف الروهينجي بأنه "بنغالي" عن "تفرقة وتعبير عن رهاب الخوف من الأجانب، وللإيحاء خطأ بأن الروهينجا هم مهاجرون غير شرعيين من بنغلاديش" وفق الحملة الأميركية من أجل بورما غير الربحية المتمركزة في واشنطن. وكان سين قد دعا الأمم المتحدة إلى تسهيل إبعاد الروهينجا إلى بلدان أخرى، لكن الأمم المتحدة رفضت الاقتراح.

في العام الماضي، أماطت ميانمار اللثام عن خطة مثيرة للجدل تعرض على الروهينجا الجنسية والمواطنة إذا غيروا إثنيتهم إلى بنغلاديشية الأصل. وبالنسبة للروهينجا، فإن وصفهم لأنفسهم بأنهم "بنغاليون" يعني ضمناً أنهم سيكونون غير شرعيين في البلد، وهو الأمر الذي يرفضه معظمهم.

في العام 1982، جردت حكومة ميانمار (التي كانت في حينه تعرف ببورما) أفراد الروهينجا من مواطنتهم. وحظر قانون الجنسية البورمي وصولهم إلى التعليم والخدمات وحرية الحركة، وسمح بالاستيلاء على ممتلكاتهم بشكل تعسفي. ويعيش أكثر من 140.000 روهينجي في مخيمات للمشردين داخلياً، والتي تقع من حول سيتوي؛ عاصمة ولاية راخين في جنوب غرب ميانمار، حيث يعتمدون بشكل كامل على المساعدات الدولية، كما قالت منظمة "هيومان رايتس ووتش" في العام 2014. ويعيش أكثر من 200.000 لاجئ من الروهينجا في بنغلاديش، وفقاً لمنظمة "ريفيوجيز انترناشيونال". وهم من الناحية الفعلية بلا دولة.

الآن، يخشى نشطاء حقوق الإنسان من تصاعد العنف والتفرقة ضد الروهينجا، ما يصب وقوداً على نار ارتفاع وتيرة رحلات القوارب المخادعة. وفي العام الماضي، ذبح أكثر من 40 روهانجياً في قرية دو تشي يار تان بأيدي رجال محليين، كما أكدت الأمم المتحدة. وكان من بين ما تم اكتشافه 10 رؤوس مقطوعة في خزان ماء، بما فيها رؤوس أولاد. وفي وقت سابق من هذا الشهر، تم اكتشاف جثث عشرات من الأشخاص في مخيمات المهربين في تايلاند. ويعتقد بأن العديد من هؤلاء الضحايا كانوا من الروهينجا.


المصدر: وكالة أنباء الروهنجيا
https://www.rna-press.com/