الروهينغا.. منبوذون وضحايا تجار البشر
13/04/2015

وكالة أنباء الروهنجيا - الجزيرة

أكثر من مائة ألف من مسلمي الروهينغا يعيشون داخل أسلاك شائكة في ميانمار، محاصرين بين الحراس المسلحين والبحر، ومن يحاول منهم الهرب يقع في أيدي مهربي وتجار البشر الذي يعذبونهم حتى الموت من أجل الحصول على فدية، بل يبيعونهم عبيدا.

عاشت عائلات الروهينغا في مخيمات سيتـْوَي في ميانمار لأجيال، ويقول بيكي ثـْوي، وهو وكيل وزارة الإعلام الميانمارية إنهم هنا من أجل حمايتهم، وإنهم يتمتعون بنفس الحقوق كمواطنين.

غير أن هذه الأقلية المسلمة تعاني من مشاكل عديدة وظروف مأساوية، مما اضطر البعض إلى الرحيل إلى ماليزيا عبر تايلند، في رحلة خطرة، حيث يقوم مهربو وتجار البشر التايلنديون باستغلال حاجتهم للهروب من أجل العمل، فيكدسونهم بالمئات في قوارب صغيرة.

وتروي نور أنكيس قصتها هي وزوجها مع تجار البشر، بقولها إنهما دفعا في سبتمبر/أيلول الماضي، 600 دولار عن كل واحد منهما للهرب من مخيم سيتـْوَي بالقارب، وعند الوصول إلى الشواطئ التايلندية اقتيدوا إلى مخيم في عمق الغابة الجبلية حيث احتـُجزوا من أجل الحصول على فدية. وكان في المخيم ما بين 2000 و3000 شخص يحرسهم نحو 15 شخصا نصفهم تقريبا يحملون أسلحة.

دفعت أسرة نور فديتها بعد شهرين، لكنها لم تتمكن من تحرير زوجها.

ويتعرض المحتجزون من الروهينغا للضرب والحرمان من الأكل، حتى إن بعضهم يتوفى لتوضع جثثهم في قبور جماعية، محب أحد الذين تعرضوا للضرب والتعذيب لأنه لم يتمكن من دفع المال، ويصرح قائلا "ضربوني أكثر من عشر مرات، أصيب بعضنا بالشلل، ومات آخرون جراء التعذيب، كنا نشعر بأننا في الجحيم.. تمنيت أن أموت".

ويقول الناشط من الروهينغا عبد الله الكلام لحلقة برنامج "عالم الجزيرة" إن مهربي البشر يحصلون على ستين ألف "بات" أي ما يعادل 2000 دولار عن كل فرد، وهو مبلغ ضخم بالنظر إلى أن 500 شخص يصلون في قارب واحد.

اغتصاب النساء
وإذا لم يستطع الأهل الحصول على المال، يبيع تجار التهريب أفراد الروهينغا عبيدا مقابل 1500 دولار للعمل على مراكب الصيد، أو خدما في المزارع والمنازل، وإن لم يكن لديهم أقارب، يبيعونهم إلى ماليزيا وعليهم أن يعملوا لثلاث سنوات لتسديد الدَّين.

ولا تسلم النساء أيضا من البيع والاستغلال في تجارة الجنس، وهو ما حدث في المخيم الذي احتجزت فيه نور لتكتشف أن كثيرا من الفتيات اللاتي لم يستطعن دفع الفدية، أخذن إلى جهات مجهولة من أجل البيع.

من جهته، يؤكد محب الله أنه في المخيم الذي احتـُجـِز فيه، كانت النساء تُجرّ مرارا وتكرارا إلى داخل الغابة وتغتصب، وروى قصة فتاتين إحداهما في الثالثة عشرة، والأخرى في الثامنة عشرة، جرى إرسالهما إلى ماليزيا لأنهما حبلتا من المهربين.

وحسب ماثيو سميث، وهو مدير "تحصين الحقوق"، وهي مجموعة تحقق في انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة ضد أفراد الروهينغا في المنطقة، فإن السلطات التايلندية تشارك في بعض الحالات بنشاط في الاتـّجار بالبشر، وهي ما فتئت تمارس ذلك منذ وقت طويل جدا، وذلك بنقل لاجئي الروهينغا وبيعهم من مراكز الاعتقال التايلندية إلى مهربي وتجار البشر الذين يعملون في مخيمات الغابات.

ويضيف سميث أن الأمم المتحدة من جهتها لديها تفويض لحماية جماعات اللاجئين، لكنها لم ترق إلى مستوى تفويضها في تايلند في الوقت الحاضر.

وحتى في ماليزيا لا توجد قوانين تحمي اللاجئين، ولذلك يواجه الروهينغا مضايقات مستمرة من جانب الشرطة التي تطالبهم بالرشى وتهددهم بالاحتجاز إن لم يدفعوا.

[video]https://www.youtube.com/watch?v=GYMVcwBo0O8[/video]


المصدر: وكالة أنباء الروهنجيا
https://www.rna-press.com/