صمود مسلمي ميانمار ينتصر لقضيتهم في ظل نجاحات تتحقق
21/05/2014

بقلم أحمد الشلقامي

 

لعقود ظل النظام في ميانمار يرفض بشكل قاطع الاعتراف بالانتهاكات التي تمارَس ضد مسلمي آراكان من قبل العصابات البوذية التي يدعمها النظام ذاته، وهو ما جعل هذه الانتهاكات تمارس تحت تضييق وتعتيم تام نتيجة لتسلط وعنف ودكتاتورية النظام العسكري الحاكم هناك.

قضية مسلمي ميانمار قضية لها أبعادها، ولم يكن أحد يسمع عن أنَّات وصرخات ضحاياهم، برغم قِدَم الجرح وحجم الألم، وبعد عقود من الاضطهاد والقتل والإفقار قام عدد من أبناء مسلمي ميانمار والمنتمين لطائفة الروهينجيا بالعمل على إيجاد صوت لهم يعبر عنهم ويشرح للعالم قضيتهم، وجلهم من أجيال تلاحقت عليهم السنوات ولدوا وعاشوا خارج وطنهم، لكن ما حكاه لهم الآباء والأجداد ظل المحرك لهم من أجل الدفاع عن قضيتهم.

 

تحرك منظم

هكذا وضعوا إستراتيجيتهم في التحرك؛ حيث بدؤوا في تجميع قواهم وتنظيم صفوفهم، وكوَّنوا عدة مؤسسات في مجالات مختلفة؛ إعلامية وحقوقية وإنسانية؛ ليعبروا عن قضيتهم ويشرحوا للناس أبعادها، ومثَّل ذلك ضغطاً على المجتمع الدولي شيئاً فشيئاً، بعد أن أصبحت قضية مسلمي آراكان رأياً عاماً دولياً، ثم توحدت الجهود في اتحاد مسلمي آراكان بقيادة «د. وقار الدين»، وهو أحد قيادات العمل الميداني المدافعين عن القضية.

 

أخيراً الحكومة تعترف

وفي الرابع من شهر مايو الجاري وبعد وقت من موجة العنف الأخيرة التي بدأت أحداثها عام 2012م، أقرت الحكومة الميانمارية أن الاضطرابات الطائفية في ولاية آراكان ليست فقط قضية داخلية، بل ولها تداعيات أوسع تتطلب لها المساعدة الإنسانية المستمرة من المنظمات الدولية.

وقال نائب الرئيس الميانماري «ساي موك خام»: إنه دعا المسؤولين مع الأمم المتحدة والدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي ورابطة أمم جنوب شرق آسيا (آسيان) لاتخاذ خطوات جادة لتجنب الصراعات في المستقبل مثل زيادة الاضطرابات التي يمكن أن تعيق مستقبل البلاد.

يأتي هذا بعد أن أصرت الحكومة الميانمارية على أنها قادرة على التعامل مع الاضطرابات في ولاية آراكان غربي ميانمار، التي شهدت أعمال شغب مناهضة للمسلمين، وتركت أكثر من 140 ألف شخص بلا مأوى منذ عام 2012م، فضلاً عن الهجمات ضد المنظمات الدولية غير الحكومية التي أوقفت مؤخراً من تقديم خدمات الرعاية الصحية الأساسية.

لذلك أعتبر هذا الاعتراف انتصاراً لهؤلاء الذين واصلوا العمل ليدافعوا عن قضيتهم.

 

مشروع قانون في الكونجرس

وفي الثامن من مايو الماضي أقرت خطوة في الكونجرس الأمريكي مثلت تتويجاً حقيقياً لجهود أبناء آراكان في تحقيق هدف من أهدافهم التي أرادوا تحقيقها؛ وهو الضغط على المجتمع الدولي ليتحمل مسؤوليته لمواجهة دكتاتورية وعنف النظام الميانماري العسكري، حيث وافق مجلس النواب الأمريكي على مشروع قرار يدعو ميانمار لإنهاء الاضطهاد وسوء المعاملة التي يتعرض لها مسلمو الروهينجيا، واحترام حقوق جميع الأقليات التي تعيش في البلاد.

وهو المشروع الذي تقدم به عضو مجلس النواب الديمقراطي عن ولاية ماساتشوستس «جيم ماكجفرن»، الذي قُبل في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب في مارس الماضي، ومن ثم وافقت عليه الجمعية العمومية للمجلس بعد تصويت النواب عليه.

وقد نقلت وكالات عالمية ما قاله رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس، النائب الجمهوري عن ولاية كاليفورنيا «إد رويس» في كلمة أمام الجمعية العمومية للمجلس بخصوص مشروع القانون، التي قال فيها: «إن مسلمي الروهينجيا من أكثر الأقليات تعرضاً للظلم في العالم، مذكّراً بأن قانون الجنسية الصادر في ميانمار عام 1982م، حرمهم من الحصول على الجنسية رغم استقرارهم في ميانمار منذ أجيال».

 

المصدر: موقع (المجتمع).


المصدر: وكالة أنباء الروهنجيا
https://www.rna-press.com/