تقرير 4 : الإعلام الروهنجي يزور مركز اعتقال اللاجئين الروهنجيين في جنوب غرب تايلاند
08/11/2013

وكالة أنباء الروهنجيا - (تقرير: عطا نور - تصوير: مختار محمد - بانكوك): زارت وكالة أنباء الروهنجيا (‏RNA‏) يرافقها قناة (آر فيجين) الروهنجية مركز اعتقال اللاجئين الروهنجيين في ‏بلدة "كاشينا بوري" بجنوب غرب تايلاند، بالقرب من الحدود الجنوبية الغربية لبورما، وذلك يوم الاثنين الماضي (4 نوفمبر).‏


خريطة توضح موقع مركز الاعتقال في جنوب غرب تايلاند

التنسيق والانطلاق:‏
وقبل الانطلاق إلى البلدة التي تبعد عن العاصمة التايلاندية "بانكوك" حوالي 180 كم، تم التنسيق للزيارة من قبل عضو البرلمان التايلاندي ‏المسلم السيد "سامات مالولام"؛ حيث تحدث إلى المسؤولين في إدارة الجوازات بتسهيل أمور الزيارة، وتمكيننا من لقاء المعتقلين ‏الروهنجيين.‏

الوصول إلى البلدة:‏
وفي فجر يوم الاثنين 4 نوفمبر انطلقنا مستعينين بالله - تعالى-، برفقة السيد أنور – رجل أعمال روهنجي في بانكوك –؛ حيث وصلنا بلدة ‏‏"كاشينا بوري" في حوالي الساعة 9:30 صباحاً، وفور الوصول اتجهنا إلى مركز جوازات البلدة (الترحيل)؛ حيث كان في استقبالنا نائب ‏رئيس المركز العقيد "ناشيتا"، والملازم أول "كولامينا"، وعضو في المسار الإعلامي لمركز الجوازات.‏


أثناء استقبال أعضاء المركز لوسائل الإعلام الروهنجية

ومبنى المركز يتكون من دورين؛ الدور الأول مكاتب إدارية، يتوسطها مدخل من المنتصف مع سلم للصعود إلى الدور الثاني، وأما الدور ‏الثاني فعبارة عن عنبرين، مساحة كل عنبر تقريباً 10 أمتار في 10 أمتار، مع توفر دورات للمياه داخل كل عنبر.‏

 
مبنى مركز الاعتقال، وتتضح العنابر في الطابق العلوي

اجتماع مع نائب مدير مركز الاعتقال:‏
بعد الاستقبال والترحيب، تم عقد جلسة في قاعة الاجتماعات الكبرى بالمركز؛ حيث حصل التعارف بين الطريفين، ومن ثم بدء الحوار؛ ‏حيث وجهنا لنائب رئيس المركز عدداً من الاستفسارات حول وضع المعتقلين في هذا المركز.‏


الاجتماع بنائب مدير المركز، وحوار مفصل عن المعتقلين

حوار وسائل الإعلام الروهنجية مع إدارة المركز:
‏* كم عدد المعتقلين في هذا المركز؟
‏- كان في البدء 150 شخصاً، ونظراً لضيق المكان تم ترحيل عدد من المعتقلين إلى مراكز أخرى تتبع إدارة الجوازات، وحالياً يوجد 110 ‏أشخاص فقط.

‏* منذ متى وهم معتقلون هنا؟‏
‏- منذ عشرة أشهر

‏* كيف وصلوا إلى هذا المكان؟‏
‏- وصلوا بالقوارب إلى الشاطئ القريب من البلدة، وبعد اعتقالهم من قبل الشرطة البحرية التايلاندية تم تحويلهم إلى مركز الجوازات؛ ‏لأنهم لا يحملون أي وثائق ثبوتية.‏

‏* هل يسمح لهم بالخروج من المركز للصلاة أو لأي أمر آخر؟‏
‏- لا نسمح لهم بالخروج من المعتقل أبداً، وهم يؤدون خمس صلوات في داخل المعتقل.‏

‏* كيف يقضون أوقاتهم في المركز؟
‏- يمضون ساعات طويلة في الصلاة والدعاء إلى الله - تعالى-، وبخاصة في الليل، وأيضاً يمارسون الرياضة لمدة أربع ساعات يومياً؛ لأنهم ‏لا يمارسون العمل ولا يمشون ولا يتحركون؛ لذا نسمح لهم بممارسة الرياضة.‏

‏* كم أعمار المعتقلين؟
‏- أعمارهم ما بين 19 وحتى 49 عاماً

‏* هل المعتقلون يسببون لكم أي مشاكل؟
‏- لا، لا يسببون لنا أي مشاكل، بل هم طيبون مطيعون للأوامر، ونحن نحبهم ونتعاون معهم لأنهم غير مذنبين، ونعتبرها مسألة إنسانية، ‏ويعرضون على الطبيب مرة واحدة في كل أسبوع، ولو اشتكى أحدهم من مرض أو علة فيتم استدعاء الطبيب وعرض المريض عليه.‏

‏* ماذا عن أكلهم وطعامهم؟‏
‏- هم يتناولون 3 وجبات يومية، ونقدم لهم الأكل الإسلامي، ونوعية الطعام نوعية جيدة.‏

* ماذا عن مستقبلهم؟
- لا ندري، ولكن حسب علمنا أن بعضهم تم تسليمهم للحدود البورمية بناء على اتفاق مسبق.

لقاء المعتقلين الروهنجيين:‏
بعد انتهائنا من الاجتماع والحوار تم السماح لنا بزيارة المعتقلين لمدة 10 دقائق فقط، بسبب أننا أتينا في وقت غير وقت الزيارة المعتاد، ‏وتم منعنا من التصوير في العنابر.‏


صورة أرشيفية لمركز الاعتقال

صعدنا إلى الدور الثاني، وكان العنبر الأيسر خالياً تماماً، والعنبر الأيمن فيه عدد كبير من المعتقلين، وكانوا في أثناء صعودنا يمارسون ‏الرياضة، ويرتدون قمصاناً برتقالية اللون ذات أرقام كتبت باللون الأسود، وكان برفقتنا جميع الضباط في المركز، وكان الملازم أول ‏‏"كولامينا" يناديهم بصوت مرتفع: "بويو بويو" (أي اجلسوا اجلسوا باللغة الروهنجية)، وعندما شعر المعتقلون الروهنجيا أن هناك زواراً ‏قدموا لزيارتهم أتوا إلى باب العنبر سراعاً، وسلموا علينا بصوت واحد، فرددنا عليهم السلام، ورأينا شباباً يعلو وجوههم النور، وأكثرهم ‏يرتدون القبعات (الكوفية)، وسألناهم ما أخبارهم؟ ومن أي بلدة هم؟ فتبين أنهم من مختلف بلدات أراكان، إلا أن أكثرهم من منطقة ‏‏"بوثيدونغ"، وعرفناهم على أنفسنا، وأننا نتبع الإعلام الروهنجي: (‏RNA‏) و(آر فيجين)، ففرحوا وابتسموا وذكروا أنهم يعرفونها.‏

ثم سألناهم كيف وصلوا إلى هنا؟ فأفادوا أنهم وصلوا بالقوارب، وتم اعتقالهم من قبل الشرطة البحرية، وتمت إحالتهم إلى مركز الاعتقال هنا، ‏وسألناهم أيضاً عن أوضاعهم الصحية، فأفادوا أنهم على خير، وسألناهم عن أكلهم، فقالوا الحمد لله أكلنا طيب.‏
وعرفناهم أننا أتينا من مكة المكرمة لزيارتهم، والتعرف على أحوالهم، ونقل أخبارهم للعالم عامة وللشعب الروهنجي خاصة، ونحن لسنا ‏جهات إغاثية، بل نحن وسيلة إعلامية هدفها نقل الأخبار الحقيقة إلى الشعب الروهنجي في العالم.‏

المغادرة:‏
عند انتهاء الوقت المخصص للزيارة؛ أشعرنا نائب مدير المركز بذلك، فودعنا المعتقلين، وسلمنا عليهم، وطلبوا منا الدعاء لهم، ‏وأوصيناهم بذلك أيضاً.


أثناء مغادرتنا لمركز الاعتقال

الخروج من المركز:‏
عند خروجنا من المركز شكرنا الضباط، وتم التقاط صور تذكارية، وسألني الملازم أول "كولامينا" هامساً في أذني: لماذا يواظبون على التمارين في معظم ‏أوقات النهار؟ فقلت: لعلهم بحاجة إلى ذلك، فابتسم، وودعناهم راجعين إلى العاصمة "بانكوك". ‏


المصدر: وكالة أنباء الروهنجيا
https://www.rna-press.com/