الخميس 27 رجب 1434 – 6 يونيو 2013
أين أثر تلك التبرعات؟!
خبر:
صرح عضوُ مجلسِ الأمةِ الكويتي الأستاذ صالح عاشور قبلَ يومين بأن مسلمي الروهنجيا في بورما لم يصلْهم أيُّ نوعٍ من المساعدات العينيةِ أو الماديةِ من دولة الكويت، سواءٌ كانت من قبل الحكومة، أو من قبل أي جمعياتها الخيرية.
وجاء هذا التصريحُ بعد عودته من الزيارة التي قام بها مع عددٍ من البرلمانيين الكويتيين إلى بورما، حيث التقى عدداً من المسؤولين هناك، إضافة إلى اجتماعهم مع رؤساء الجمعيات الخيريةِ البورميةِ في "رانغون" للتعرف على أحوال المسلمين في هذا البلدِ السيءِ السمعة في مجال حقوق الإنسان.
تعليق:
تصريحُ النائبِ البرلماني الكويتي فجر قنبلةً غيرَ متوقعةٍ، حول مصيرِ تبرعاتٍ وأموالٍ جمعت من قبل عدد من الجهات في العالم، وجعلنا نتساءل عن مصيرها؟ ولماذا لم تصلْ للمتضررين من مسلمي الروهنجيا الذين هم بأمس الحاجة إلى الدواء والغذاء والماء؟!
إن الحديث عن التبرعات التي جمعت من أجل مسلمي الروهنجيا في بورما، من قبل عدد من اللجان والجمعيات الخيرية في بعض الدول؛ حديثٌ ذو شجون، ومحفوفٌ بالحزن والأسى والمرارة، حيث إني طرحت قبل ما يَقرُبُ من عشرة أشهر تساؤلاً حول إمكانية إيصال المساعدات لمسلمي الروهنجيا في داخل بورما، وجاء تساؤلي هذا بعد أن رأيت عدداً من الإعلانات التي تدعو إلى التبرع لدعم مسلمي الروهنجيا في بورما، وقد عرف الجميع في ذلك الوقت أن حكومة بورما منعت جميع الدول والمنظمات من إيصال المساعدات للمتضررين من الشعب الروهنجي.
واسمحوا لي في البدء أن أبين بكل وضوح أني لا أشك في سلامةِ نيةِ الجمعياتِ الخيريةِ التي جمعت تلك التبرعاتِ باسم الشعب الروهنجي، ولكني في ذات الوقتِ استميحكم عذراً في طرح جملة من الأسئلة التي أراها في غاية الأهمية:
أين ذهبت تلك التبرعات؟
ولماذا لم تصلْ إلى مستحقيها؟
وهل عَبَرَتْ بعضُ تلك التبرعاتِ الحدودَ لتُسَلَّمَ لأيدٍ مشبوهة؟ ونفوسٍ ضعيفة؟
ولماذا بات المسلمُ الروهنجيُّ يأكل من شدة الجوع أوراقَ الشجر؟ ويشرب من شدة العطش الماءَ الآسِن؟ ويلتحف بالسماء؟ ويفترش على الأرض؟
ماذا هم على هذه الحالة؛ وقد وهب الخيرون أموالَهم وصدقاتِهم لإغاثتهم؟
وهل بات المنفقون قلقين بشأن تبرعاتهم التي أنفقوها ابتغاءَ مرضاة الله تعالى، وتفريجًا لكربات إخوانهم المسلمين في بورما؟
إنه لحري بكل مسؤولٍ عن جمع هذه التبرعات الإجابةُ عن هذه الأسئلة، وتدعيمُ إجاباتِهم بمستندات ووثائقَ تثبت سلامةَ مواقفهم، وتأديتَهم للأمانة على الوجه المطلوب، وبما يرضي ربَّ العزةِ والجلال.
إن أيَّ عمل خيري ينبغي أن يُبنى على أصولٍ وقواعدَ، وَوَفْقَ لوائح وأنظمة، وينبغي أن يمارسَ بمنتهى الوضوح والشفافية, حتى لا تقعَ تلك الأموالُ التي جمعت لمسلمين مستضعفين؛ في أيدٍ غيرِ أمينة، وتصرفَ في أماكنَ لمْ تجمع لأجلها، وتوزعَ على مواضع أقل ما يقال عنها إنها مواضع مشبوهة، أو إنفاق في غير محله.
وحتى وإن كانت هناك عوائقُ منعت من تسليم تلك التبرعات لمستحقيها؛ فإنه كان من المفترض الإعلانُ عن ذلك في حينه, وليس بعد أن فجر النائب "عاشور" قنبلته! كما يقول الكاتبُ صالحٌ الغنام في السياسة الكويتية.
إن دعم مسلمي الروهنجيا ومساعدتَهم واجبٌ على كل إنسان، وإنني في هذا الشأن أطرح مبادرةَ للدول الإسلامية بإنشاء صندوق خيري باسم مسلمي بورما، ليجدَ كلُّ راغب في التبرع جهةً موثوقة، وأيديًا أمينةً، توصِلُ نفقاتِهم إلى مستحقيها، وبإنشاءِ لجنة رقابة ومُتَابِعَةٍ على هذا الصندوق، للتأكد من صرف الأموال في المكان الصحيح، مع تسليم أمانة هذا الصندوق لأيدٍ أمينة، ليكونَ الصرفُ وَفقَ آلياتٍ وقواعدَ ماليةٍ وأصولٍ محاسبية، بعيدةٍ كلِّ البعدِ عن أي أجندات معينة، كما ينبغي أن يكون الصرف مباشرة للمتضررين من شعبنا، لإنقاذ حياتهم، وتقديم المعونة اللازمة لهم، بعيدًا كل البعد عن الصرف في الكماليات أو الترفيهات، أو على شكل نسب وعلاوات ومرتبات!
إن مسلمي بورما هم أمانةٌ في أعناق المسلمين والأحرار في العالم، فهل باتوا سلعةً تباع وتشترى؟!
وهل أصبحت قضية مسلمي بورما فرصةً سانحة لبعض ضعاف النفوس للمتاجرة بها؟ والتكسب باسمها؟ والبروز على ظهرها؟
أسئلة أطرحها بالفم المليان كما يقولون..
طابت أوقاتكم..
http://www.rna-press.com/ar/videos/23022.html
يتبع الجزء الثاني..
https://www.rna-press.com/