ضمان لحقوق.. أم تخوف من غضب؟
07/05/2013

الثلاثاء 27 / 6 / 1434هـ - 7 / 5 / 2013م
(ضمان  لحقوق.. أم تخوف من غضب؟)

حدث :
تعهد رئيس بورما "ثين سين" مساء أمس الاثنين بضمان حقوق المسلمين في البلاد، ووعد بتسهيل وصول المساعدات الدولية إلى نحو 125 ألف نازح منهم، مؤكداً أنهم "لن يكونوا مهملين"، مشدداً على أنه حان الوقت لضمان تعايش سلمي في البلاد، وموضحاً أن الحكومة ستوفر المساعدة اللازمة لوكالات الإغاثة الدولية.

تحليل:
لم يأت تصريح الرئيس "ثين سين" البارحة من فراغ، بل جاء – حسب ما أعتقد – لثلاثة عوامل رئيسة؛ فالأولى: أن رئيس بورما أحس بتنامي مشاعر غضب المسلمين في العالم تجاه ممارسات حكومته ضد مسلمي بورما عموماً، ومسلمي الروهنجيا على وجه الخصوص.
والعامل الثاني: دعوة مسلمي إندونيسيا للجهاد ضد بورما؛ إزاء الإبادة والتطهير والقتل الممنهج الذي تتبعه الحكومة والشعب ضد المسلمين المستضعفين، ولا شك أن قوة إندونيسيا لا يستهان بها لكونها أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان.
والعامل الثالث: الثورة الإسلامية التي اندلعت في بنجلاديش، والتي اشتدت أمس بخروج مئات الآلاف من المطالبين بقانون جديد ضد الإلحاد والتجديف في البلاد، وتُطالب بإنزال عقوبة الإعدام بكل من يسيء إلى الإسلام.
فهذه العوامل الثلاثة هي التي حركت حكومة بورما، وأرغمتها – تماشياً مع الأوضاع المحيطة وتحسباً لأي أمر لا يحمد عقباه-.

والمتأمل في الشأن البورمي في هذه الأيام يكتشف أن هناك تخوفاً وترقباً لما قد يصدر من المسلمين من ردود الأفعال تجاه أعمال العنف والقتل والحرق والإبادة التي تمارس في حق إخوانهم من مسلمي بورما، ولذا.. هناك انتشار وتكثيف أمني كبير في ولاية أراكان وفي بعض مدن بورما مثل "يانغون" العاصمة السابقة؛ وهناك إغلاق للحدود الغربية الممتدة بين بورما وبنجلاديش، وهناك تيقظ كبير للجيش في المناطق الحدودية وبخاصة الغربية، تحسباً لأي عمل انتقامي ضد الحكومة.

وبالعودة إلى ما ورد في خطاب "ثين سين"؛ فإنني - شخصياً - أرحب بمجمل ما جاء في هذا الخطاب، وأعتقد أنه حمل بعض الأمور التي قد تؤدي إلى توقف أعمال العنف في بورما ولو بصفة مؤقتة.
وفي المقابل أرى أنه كان من المفترض أن يتضمن هذا الخطاب ذكر أمور أساسية وجوهرية ومفصلية، تقف سبباً رئيساً في أعمال العنف واستمرارها من عدمها، وتتعلق بحقوق عرقية "الروهنجيا" في أراكان، واستعادتهم لمواطنتهم التي انتزعت منهم عام 82م بقانون عسكري، وذكر مسألة تقديم المجرمين المرتكبين لجرائم الإبادة في بورما إلى العدالة، ومسألة محاسبة الجماعات والأشخاص المحرضين على العنصرية والكراهية ضد المسلمين.

ولاشك أن تصريح "ثين سين" هو انعكاس واضح وردة فعل سريعة لتحرك بعض الشعوب الإسلامية تجاه قضية مسلمي بورما، وبخاصة إعلان مسلمي إندونيسيا للجهاد، وأيضاً الوضع المتوتر في بنجلاديش؛ إذ إن حكومة بورما لتدرك جيداً أن الحكم في بنجلاديش لو تحول في يد الإسلاميين؛ فإنه سوف تكون له انعكاسات مباشرة على الساحة البورمية، وربما تستفيد عرقية الروهنجيا كما استفادت حركة حماس من تغيير المشهد السياسي في جمهورية مصر العربية.

ولذا.. أطالب المسلمين في كل أرجاء الدنيا بزيادة الضغط على حكومة بورما، من خلال إقامة الاحتجاجات والمظاهرات في البلاد التي تسمح قوانينها بذلك، والخروج بالمسيرات السلمية، ومحاصرة سفارات بورما، والمطالبة بطرد السفراء وقطع العلاقات، والتعبير عن مشاعر غضبهم وحنقهم تجاه ما يمارس ضد إخوانهم من مسلمي بورما.

وأبشروا بنصر قريب إن شاء الله..

طابت أوقاتكم..


المصدر: وكالة أنباء الروهنجيا
https://www.rna-press.com/