بورما تأمل باحياء "سكة حديد الموت"
29/04/2013

وكالة أنباء الروهنجيا: في جنوب شرق بورما، محا الزمن ذكرى الاف الرجال الذي قضوا وهم يبنون "سكة حديد الموت" لحساب اليابانيين...باستثناء مقبرة انيقة حيث يعول بستانيون على اعادة تأهيل هذا الخط من اجل إحياء ذكرى المعاناة التي مروا بها.

في ثانبيوزيات في اقليم مون الذي خرج للتو من نزاع مستعر ومن ديكاتورية عسكرية، تهتم حفنة من البورميين بالمقابر المصفوفة بعناية وتعود الى ثلاثة الاف اسير حرب من الحلفاء قضوا خلال الحرب العالمية الثانية وهم يمدون سكك الحديد هذه التي تربط تايلاند ببورما.
ويقوم ميات سوي احد البستانيين في المقبرة العسكرية التي تمولها منظمة "كومونولث وور غريف كوميشين" ومقرها في بريطانيا "العالم يتذكر بحزن هؤلاء الجنود بسبب الطريقة التي قضوا فيها".
ويضيف "الموت على ارض معركة امر مشرف لكن الموت بهذه الطريقة محزن جدا".
شواهد القبور الكثيرة تشهد بشكل مؤثر على البعد الجغرافي بين الارض التي سقط فيها هؤلاء الجنود، وعائلاتهم في بريطانيا واستراليا.
وكتب على قبر السرجنت في الجيش البريطاني اتش. داوز الذي قضى في ايلول/سبتمبر 1943 عن 26 عاما "لم نكن هنا لنمسك بيدك، لقد رحلت من دون وداع اخير".
وتوفي نحو 13 الف اسير حرب وحتى مئة الف مدني غالبيتهم من عمال السخرة من دول الجوار، جراء الاضناء والجوع والمرض او التعذيب بين تشرين الاول/اكتوبر 1942 و1943 خلال حفر خط سكة الحديد باليد تقريبا عبر الادغال.
ولا يزال روبرت غودوين يتذكر "ممر نار جهنم" حيث اضطر الى الحفر في الصخر من اجل مرور خط سكك الحديد. ويروي الجندي الاسترالي "كان اليابانيون قساة فعلا".
ويوضح "في الايام التي كنا نعمل فيها عندما كان يبدو احدنا وكأنه يتباطأ كان يضرب ليس فقط باليد او بمعول بل كان يضرب بكابلات وكل ما كان بامكانهم العثور عليه".
على الجانب التايلاندي من الخط يتوافد الزوار لاكتشاف السكك والجسر الذي اشتهر بفضل فيلم "جسر على نهر كواي".
وقد حققت مدينة كانشانابوري العام الماضي اكثر من 64 مليون يورو من العائدات المرتبطة بالسياحة على ما تظهر الارقام الرسمية.
وهذه الارقام تشجع السلطات البورمية التي تريد تطوير منطقة خرجت للتو من عزلتها بعد توقيع اتفاق لوقف اطلاق النار بين الحكومة التي خلفت الحكم العسكري في 2011 والمتمردين المون والكارين.
وبوشرت دراسات لاعادة رسم خط بين ثانبيوزيات والحدود التايلاندية على ما افاد مسؤول في سكك الحديد التايلاندية.
ويوضح طالبا عدم الكشف عن هويته "ان الهدف الرئيسي هو تطوير السياحة".
ويقر فيو واي يار زار من هيئة السياحة البورمية بوجود "فرص هائلة" ليس فقط بفضل ماضي هذه المنطقة بل ايضا لابراز ثقافة الاقليات الاتنية المحلية.
لكن ثمة شكوكا حول جدوى المشروع.
فاعادة بناء خط سكك الحديد "لا مغزى اقتصاديا كبيرا" له بسبب سد تايلاندي اقيم على مسار الخط الاصلي على ما يقول رود بيتي المؤرخ في مركز السكك الجديد تايلاند-بورما في كانشانابوري.
والخط الممتد على مسافة 420 كيلومترا بين البلدين بني في الاساس لنقل العتاد والمؤن الى القوات اليابانية التي كانت تحارب الجيش الاستعماري البريطاني وحلفاءه. لكن بعد نهاية الحرب عادت الادغال لتغزو جزءا كبيرا من مسار الخط.
في ثانبيوزيات الاثار المتبقية من هذا الخط قليلة جدا باستثناء المقبرة العسكرية.
وتشكل قاطرة قديمة وجزء صغير من سكة في ضاحية المدينة نصبا تذكاريا يشهد على ذلك الا ان الاعشاب غزت السكك الحديد فيما تماثيل اسرى حرب نحيلين جدا تعرضت للتخريب.
ويشجع ميات سوي الشباب المحلي على فهم التاريخ الذي يقف وراء هذه المقبرة وهي "رمز مرحلة مأسوية".
ويتذكر بتأثر مقاتل استرالي سابق اتى قبل سنتين للصلاة على قبر صديق له.
ويروي "ما ان وصل طرح حقيبته الى جانب القبر والقى التحية واجهش بالبكاء. كانت تلك احزن حادثة شهدتها منذ تسع سنوات اعمل فيها في هذا المكان. وبكيت الى جانبه".

الوسط البحرينية


المصدر: وكالة أنباء الروهنجيا
https://www.rna-press.com/