حدث:
تأوي تايلند ما يقارب من 2000 نازح روهنجي، وتأوي ماليزيا عدداً منهم أيضاً، كما تسكن سريلانكا مئات من اللاجئين الروهنجيين في مساكن للاجئين، ونفس الشيء تفعل إندونيسيا والهند.
خروج اللاجئين الروهنجيين أصبح متكرراً بسبب الأوضاع السيئة في أراكان، فهل أحسنت دول الجوار وفادة هؤلاء النازحين؟ وهل أحسنت استقبالهم؟ أم صعبت أزمتهم وضيقت عليهم؟ دعونا نتعرف ذلك.
تحليل:
في الواقع إن اللاجئين يعانون الأمرين في تلك البلدان التي آووا إليها، هرباً من قتل وظلم البوذيين في أراكان، فمثلاً: في تايلند امتنعت السلطات التايلندية عن استقبال المزيد من اللاجئين، بعد أن سمحت لقرابة الألفين من دخول أراضيها، بل قد زادت تفاقم الأوضاع إلى درجة وجود شك في المشاركة في إبادة الروهنجيا جنباً إلى جنب مع حكومة بورما وبوذييها.
وقد وردت التقارير عن نزع البحرية التايلندية لمحركات القوارب ودفعها إلى المحيط الهندي، كما ذكرت الأخبار عن إطلاق البحرية التايلندية النار على عدد من اللاجئين ووقوع عدد من القتلى، وأيضاً ذكرت الأخبار عن المتاجرة بهؤلاء الروهنجيين وبيعهم لتجار البشر في تايلند وماليزيا.
وذات الشيء يحصل لإخواننا الروهنجيين اللاجئين في ماليزيا، حيث وردت الأنباء عن عرض مئات من اللاجئين للمحاكمة تهمة دخول الهجرة غير الشرعية، وحبسهم احتياطيا لمدة مختلفة.
كذلك يتعرض الروهنجيون في مخيمات بنغلاديش للموت جوعاً؛ بسبب فرض سلطات بنجلاديش قوانين جديدة تمنعهم من البحث عن عمل، ولعدم تعرضهم لمضايقات وبعض الهجمات بسبب توتر الأضواع في منطقة كوكس بازار، مع وجود عدد كبير من الروهنجيين الذين اعتقلوا في الشهور الماضية، ولا زالوا قابعين في السجون.
ولعل الحالة أفضل نوعاً ما في كل من سريلانكا وإندونيسيا، إلا أن الدول الأخرى بما فيها بنجلاديش تعامل الناحين الروهنجيا بطرقة غير لائقة، بالرغم من النداءات المتكررة من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بفتح الحدود أمام اللاجئين الروهنجيا، وإيوائهم وإسكانهم، واعتبارهم لاجئين وليسوا مهاجرين غير شرعيين، مع ووعود بتقديم المساعدة من المفوضية لهذه الدول التي تأوي هؤلاء النازحين.
إننا نتفهم تعامل حكومة تايلند، بسبب تشاهد ديانتها مع الديانة البوذية المتبعة في بورما، بالرغم أن البوذية تمنع قتل النفس، وتحرم إيذائها بكل أنواع الأذى؛ ولكن ما لا نتفهمه ولا نستطيع طمأنة نفوسنا هو تعامل الدولتين الإسلاميتين المشتركتين مع الروهنجيا في الديانة الإسلامية، فهل الإسلام أباح لهم ذلك؟!
إن خذلان العالم للروهنجيا قد يكون له مبررات، لأن العالم الغربي لا يعرف إلا المادة، فمن أجلها يولون، ومن أجلها يداهنون، ومن أجلها يقاتلون، ولكن ما هي مبررات سكوت العالم العربي والإسلامي عن هذه القضية؟ وما هي مبررات ماليزيا وبنجلاديش عن التعامل مع الروهنجيا كأنهم مجرمي حرب، أو مهاجرين غير شرعيين؟ مع علمهم التام بأوضاعهم الإنسانية، وما يتعرضون له من قتل وتجويع وإبادة وتطهير عرقي في أراكان.
ألا يحق لنا أن نتهم – في هذه الحالة - بنجلاديش وماليزيا وتايلند بالتعاون مع بورما في إبادة الروهنجيا؟
لكم الله يا روهنجيا..
دمتم بود..
https://www.rna-press.com/