خذلان المجتمع الدولي للروهنجيا
14/03/2013

حدث‎:
تأوي تايلند ما يقارب من 2000 نازح روهنجي، وتأوي ماليزيا عدداً منهم أيضاً، كما تسكن سريلانكا مئات من ‏اللاجئين الروهنجيين في مساكن للاجئين، ونفس الشيء تفعل إندونيسيا والهند.‏
خروج اللاجئين الروهنجيين أصبح متكرراً بسبب الأوضاع السيئة في أراكان، فهل أحسنت دول الجوار وفادة هؤلاء ‏النازحين؟ وهل أحسنت استقبالهم؟ أم صعبت أزمتهم وضيقت عليهم؟ دعونا نتعرف ذلك.‏

تحليل‎:
في الواقع إن اللاجئين يعانون الأمرين في تلك البلدان التي آووا إليها، هرباً من قتل وظلم البوذيين في أراكان، فمثلاً: ‏في تايلند امتنعت السلطات التايلندية عن استقبال المزيد من اللاجئين، بعد أن سمحت لقرابة الألفين من دخول أراضيها، ‏بل قد زادت تفاقم الأوضاع إلى درجة وجود شك في المشاركة في إبادة الروهنجيا جنباً إلى جنب مع حكومة بورما ‏وبوذييها.‏

وقد وردت التقارير عن نزع البحرية التايلندية لمحركات القوارب ودفعها إلى المحيط الهندي، كما ذكرت الأخبار عن ‏إطلاق البحرية التايلندية النار على عدد من اللاجئين ووقوع عدد من القتلى، وأيضاً ذكرت الأخبار عن المتاجرة بهؤلاء ‏الروهنجيين وبيعهم لتجار البشر في تايلند وماليزيا.‏
وذات الشيء يحصل لإخواننا الروهنجيين اللاجئين في ماليزيا، حيث وردت الأنباء عن عرض مئات من اللاجئين ‏للمحاكمة تهمة دخول الهجرة غير الشرعية، وحبسهم احتياطيا لمدة مختلفة.‏
كذلك يتعرض الروهنجيون في مخيمات بنغلاديش للموت جوعاً؛ بسبب فرض سلطات بنجلاديش قوانين جديدة تمنعهم ‏من البحث عن عمل، ولعدم تعرضهم لمضايقات وبعض الهجمات بسبب توتر الأضواع في منطقة كوكس بازار، مع ‏وجود عدد كبير من الروهنجيين الذين اعتقلوا في الشهور الماضية، ولا زالوا قابعين في السجون.‏
ولعل الحالة أفضل نوعاً ما في كل من سريلانكا وإندونيسيا، إلا أن الدول الأخرى بما فيها بنجلاديش تعامل الناحين ‏الروهنجيا بطرقة غير لائقة، بالرغم من النداءات المتكررة من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بفتح الحدود أمام ‏اللاجئين الروهنجيا، وإيوائهم وإسكانهم، واعتبارهم لاجئين وليسوا مهاجرين غير شرعيين، مع ووعود بتقديم المساعدة ‏من المفوضية لهذه الدول التي تأوي هؤلاء النازحين.‏

إننا نتفهم تعامل حكومة تايلند، بسبب تشاهد ديانتها مع الديانة البوذية المتبعة في بورما، بالرغم أن البوذية تمنع قتل ‏النفس، وتحرم إيذائها بكل أنواع الأذى؛ ولكن ما لا نتفهمه ولا نستطيع طمأنة نفوسنا هو تعامل الدولتين الإسلاميتين ‏المشتركتين مع الروهنجيا في الديانة الإسلامية، فهل الإسلام أباح لهم ذلك؟!‏
إن خذلان العالم للروهنجيا قد يكون له مبررات، لأن العالم الغربي لا يعرف إلا المادة، فمن أجلها يولون، ومن أجلها ‏يداهنون، ومن أجلها يقاتلون، ولكن ما هي مبررات سكوت العالم العربي والإسلامي عن هذه القضية؟ وما هي مبررات ‏ماليزيا وبنجلاديش عن التعامل مع الروهنجيا كأنهم مجرمي حرب، أو مهاجرين غير شرعيين؟ مع علمهم التام ‏بأوضاعهم الإنسانية، وما يتعرضون له من قتل وتجويع وإبادة وتطهير عرقي في أراكان.‏
ألا يحق لنا أن نتهم – في هذه الحالة - بنجلاديش وماليزيا وتايلند بالتعاون مع بورما في إبادة الروهنجيا؟ ‏
لكم الله يا روهنجيا..‏

دمتم بود‎..‎


المصدر: وكالة أنباء الروهنجيا
https://www.rna-press.com/