هل تتحقق الآية وتقع المعجزة؟!
06/03/2013

الثلاثاء 23 / 4 / 1434هـ - 5 / 2 / 2013م
(هل تتحقق الآية وتقع المعجزة؟!)

خبر:
يتعرض اللاجئون الروهنجيون في مخيمات بنغلاديش للموت جوعاً؛ حيث فرضت عليهم سلطات بنجلاديش قوانين جديدة تمنعهم من البحث عن عمل، وأيضاً تشهد المنطقة فوضى عارمة بسبب قيام أفراد الجماعة الإسلامية بمظاهرات تنديداً بالحكم الصادر من المحكمة العليا ببنجلاديش بحق زعيم الجماعة العلامة دلوار حسين سعيدي؛ حيث أضرموا النار في العديد من المكاتب الحكومية، مما ألجأ الحكومة إلى فرض حظر للتجمع لأكثر من خمسة أشخاص.

تعليق:
يوجد في جنوب شرق بنغلاديش 4 مخيمات للاجئين الروهنجيين، مخيمان معترف بهما من المفوضية السامية للاجئين، ومخيمان غير معترف بهما حتى الآن، وسكان المخيمات غير المعترف بها لا يحصلون على أي دعم من المفوضية أو من الحكومة، إلا عن طريق بعض الجهات الإغاثية التي تأتي خلسة لتوزع عليهم بعض المساعدات التي سرعان ما تنفذ ليجد أهل المخيمات أنهم يعيشون في بؤس وشقاء مرة أخرى.
ويقدر عدد سكان مخيم "كوتوبالونج" غير المسجل بنحو 60.000 شخص، في حين أنه يعيش في المخيم الثاني – والذي يسمى بـ"لادا" نحو 15،000 شخص.

بالرغم من حالة هذه المخيمات الصعبة، وبالرغم من وضع سكانها من الفقر والمرض والجهل والجوع؛ فقد جاءت أحداث العنف في المنطقة، والتي قامت بها الجماعات الإسلامية ضد الحكومة لتزيد من آلامهم وأحزانهم، لتعود سلباً على حياة اللاجئين، وتعمق جراح نفوسهم، فهم يعيشون منذ عشرات السنين في بؤس وشقاء، وفي حياة أشبه ما تكون بالجحيم، لتزيد الطين بلة، والأمر علة، وينذر الوضع بخطر انعكاس تلك الأحداث على المستضعفين من الروهنجيا، فهم في الأصل ضيوف ثقلاء غير مرحب بهم في بنجلاديش، مما تسبب في زيادة الضغط عليهم، ولن يستطيعوا التحرك أو الخروج من المخيمات بسبب احتقان الشعب من الوضع العام في البلاد، وكثافة وجود الفرق الأمنية، وانتشار الميليشيات والعصابات المسلحة، سواء كانت الموالية أو المخالفة للحكومة، مما ينذر بخطر كبير سيقع على هؤلاء اللاجئين، فرحماك يا ربنا بهم..

ودعونا نتوقع حدوث ردة فعل عكسية في نفس أهل تلك المخيمات؛ حيث أتوقع شخصياً انطلاق صحوة روهنجية لتطال آثارها الإيجابية بلادنا المسلوبة أراكان؛ ليتحق - بإذن الله قريباً - مقولة القائل: (اجعل المحنة منحة)، فإن تلك المخيمات تؤوي الآلاف المؤلفة من الشباب الروهنجيين ممن يئسوا من هذه الحياة، وأيقنوا أن حياتهم أصبحت أسوأ من حياة من يعيش في داخل أراكان، وزاد حجم الضغوطات النفسية عليهم، ليبدؤوا في البحث عن المستحيل المفقود، والسعادة الضائعة، ويركبوا الصعب من الأمور، ويبحثوا عن شيء تسعد به حياتهم وحياة أهاليهم، وترجع به حقوقهم المسلوبة، فتنفجر تلك القنابل، ويهبون لنجدة إخوانهم وأهاليهم الذين يتعرضون للضرب والقتل والسحل والاغتصاب في داخل أراكان.

والمتأمل لحياتهم البائسة لا يجد فرقاً بين من يتلظى داخل أراكان بنار البوذية، ومن يتلوى في هذه المخيمات بسبب تقلب الأحوال في بنجلاديش؛ ولذا لا بد لأهل تلك المخيمات من أن يفكروا في عمل يتوفر به أبسط مباهج الحياة، والتي حرموا منها سنيناً وعقوداً، فإما حياة يسر الصديق وإما ممات يغيظ العدى، فهل تتحقق الآية وتقع المعجزة؟!
وما ذلك على الله بعزيز.

دمتم بود..


المصدر: وكالة أنباء الروهنجيا
https://www.rna-press.com/