مسلمو الروهينجا في ميانمار.. تاريخ من العنف الطائفي في 70 عامًا
01/01/2013

إعداد التقرير: غادة غالب

أثارت موجة القتل والتهجير الجديدة التي تعرضت لها مجموعات من الأقلية المسلمة في ميانمار (بورما سابقًا)، من عرقية «الروهينجا»، بولاية «أرخين» المعروفة أيضًا باسم أراكان، والتي بدأت منذ يوليو 2012، وما زالت مستمرة حتى الآن، الكثير من ردود الأفعال العربية والإسلامية والدولية. لاسيما أن تاريخ الدولة في ميانمار التي تسكنها أغلبية بوذية مليء بالمواجهات الدامية مع الأقلية المسلمة، وقع ضحيته الآلاف منذ منتصف القرن الماضي.

وأعد مركز «المصري» للدراسات والمعلومات تقريرًا معلوماتيًا حول الأقلية المسلمة في ميانمار، وما تعرضت له من أحداث عنف دامي على مدى سبعين عامًا، وتحديدًا خلال الحقبة من 1942 وحتى 2012.


الأبعاد الجغرافية والديموجرافية في ميانمار

تقع دولة ميانمار في جنوب شرقي آسيا، بين بنجلاديش وتايلاند، وتبلغ مساحتها حوالي 676,578 كم2، ويبلغ عدد سكانها حوالي 54,584,650 نسمة، وعاصمتها رانجون ولغتها الرسمية هي البورمية. وكانت تلك الدولة جزءًا من الهند إلى أن قامت بريطانيا بإعلانها مستعمرة بريطانية منفصلة عام 1937 حتى استقلت عن التاج البريطاني عام 1948.

وميانمار دولة متعددة العرقيات إذا تضم أكثر من 140 عرقية، أهمها البورمان 68%، والشان 9%، والكارين 7%، والراخين (مسلمو الروهينجا) 4%، والصينيون 3%، والهنود 2%، المون 2%، بالإضافة إلى عرقيات أخرى تبلغ نسبتها نحو 5%.

ووفقا للإحصاءات الرسمية فإن نحو 90% من السكان يدينون بالبوذية ، تتوزع النسبة الباقية بين المسيحية 6% والإسلام 4%، في حين يشكك زعماء الروهينجا في هذه الإحصاءات، مشيرين إلى أن نسبة المسلمين في ميانمار لا تقل عن 20 %، وتعتبر ميانمار ثاني أفقر بلد في قارة آسيا، وفقًا لتقديرات البنك الدولي.


تاريخ المسلمين في ميانمار

وصل المسلمون دلتا نهر إيراوادي في بورما على ساحل تانينثاري، وولاية أراكان، في القرن السابع الميلادي، إبان عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، وقد أسسوا إمارة أراكان التي استمر الحكم الإسلامي فيها نحو ثلاثة قرون، منذ عام 1430م وحتى عام 1784م، دخل خلالها الكثير من السكان المحليين في الدين الإسلامي، إلى أن احتل البوذيون أراكان عام 1784 وقاموا بضمها إلى بورما، ومنذ ذلك التاريخ بدأت أولى حلقات العنف المتبادل بين المسلمين والبوذيين، والتي استمرت حتى احتلال بورما من بريطانيا عام 1824.

أبرز موجات العنف الطائفي في ميانمار

• عام 1942: البوذيون يقومون بمذبحة كبيرة ضد مسلمي الروهينجا بمساعدة بريطانيا، أودت بحياة أكثر من 100 ألف مسلم معظمهم من النساء والشيوخ والأطفال.

• عام 1948: استقلال بورما عن الاحتلال البريطاني، مع إبرام اتفاقية تقضي بتعهد بورما بمنح الحكم الذاتي أو الاستقلال لكل العرقيات الأخرى بأقاليم الدولة المختلفة في غضون عشر سنوات.

• عام 1962: استيلاء الشيوعيين على الحكم في بورما، بعد انقلاب عسكري قاده الجنرال «تي ون»، وكان من أول قراراتهم مصادرة ما يزيد على 90% من أراضي المسلمين وممتلكاتهم.

• عام 1967: الحكومة الشيوعية في بورما تصدر قرارًا بسحب الجنسية من آلاف المسلمين بولاية أراكان وتُبعد نحو 28 ألف مسلم إلى الحدود مع بنجلاديش المجاورة.

• عام 1974: حكومة بورما تطرد ما يزيد على 200 عائلة مسلمة بأراكان إلى جزيرة نائية، بالإضافة إلى سحب الجنسية من نحو 300 ألف مسلم وطردهم إلى حدود بنجلاديش.

• عام 1978: تعرض أكثر من نصف مليون من مسلمي الروهينجا للطرد من ديارهم والإبعاد إلى حدود بنجلاديش، ما أدى إلى وفاة حوالي 40 ألفا منهم في المنفى.

• عام 1982: أصدرت الحكومة الماركسية قرارًا يقضي بحرمان المسلمين من عرقية الروهينجا من حقوق المواطنة والجنسية البورمية واعتبرتهم منذ ذلك التاريخ مهاجرين بنغاليين غير مرغوب فيهم.

• عام 1988: إجلاء نحو 150 ألف مسلم من ديارهم بأراكان، لبناء قرى ومنازل للبوذيين في إطار محاولات تغيير التركيبة الديموجرافية للولاية.

• عام 1991: طرد أكثر من نصف مليون مسلم انتقامًا منهم بسبب تصويتهم لصالح المعارضة في الانتخابات النيابية التي أجريت في ذلك العام وتم إلغاء نتيجتها، كما قامت الحكومة بسحب الجنسية من مئات الآلاف من المسلمين واعتبارهم أجانب.

• عام 1997: موجة جديدة من موجات القتل والتشريد والطرد تعرض لها مسلمو ميانمار في ولايات مختلفة بالتزامن شملت مدن رانجون وبيجو ومندالاي، قام البوذيون خلال تلك الموجة بحرق عشرات المساجد.

• عام 2001: بداية موجة منظمة من أحداث العنف والقتل بحق المسلمين في كل مدن بورما، على خلفية أحداث 11 سبتمبر بالولايات المتحدة الأمريكية، وقد استولى البوذيون بدعم من الجيش على الكثير من ممتلكات وأراضي المسلمين.

• عام 2012: رئيس ميانمار «ثين سين» يعلن أنه لابد من طرد مسلمي الروهينجا من ميانمار وإرسالهم إلى مخيمات اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وذلك على خلفية حادث اغتصاب فتاة بوذية قيل إن شبان مسلمين قد تورطوا فيه، ما أدى إلى مقتل العشرات من مسلمي الروهينجا على أيدي قوات الجيش والمتطرفين البوذيين وإحراق عشرات المنازل ومصادرة الكثير من الأراضي.

 

المصدر: المصري اليوم - مركز المصري للدراسات والمعلومات


المصدر: وكالة أنباء الروهنجيا
https://www.rna-press.com/