لماذا لا نتكاتف؟
04/12/2012

الثلاثاء 20 / 1 / 1434 – 4 ديسمبر 2012:
لماذا لا نتكاتف؟
خبر:
اجتمع الدكتور وقار الدين المدير العام لاتحاد روهنجيا أراكان (ARU) ورئيس جمعية الروهنجيا البورمية في أمريكا الشمالية في نيويورك بممثلي الأقليات العرقية في ميانمار؛ حيث ضم ممثلين من كارين، كاشين وشان والروهنجيا وعدد من الضيوف ونشطاء من حقوق الإنسان، وبعض الدبلوماسيين في الأمم المتحدة؛ وذلك باستضافة سفير منظمة التعاون الإسلامي (OIC) لدى الأمم المتحدة "أوفوك كوكجن".

تعليق:
تبذل منظمة التعاون الإسلامي جهوداً طيبة في سبيل حل القضية الروهنجية؛ حيث رعت منذ أمد المنظمات الروهنجية السياسية والحقوقية، ومدتها بالأفكار والأموال، ووفرت لها المظلة الرسمية لممارسة مهامها وأعمالها النضالية السلمية، لاسترجاع حقوقهم المسلوبة من قبل حكومة بورما.

وما هذا الاجتماع وما تلك الاستضافة لممثلي جميع العرقيات المضطهدة في ميانمار، وعلى طاولة سفير المنظمة لدى الأمم المتحدة بنيويورك، وفتح هذه الآفاق للتعاون مع العرقيات الأخرى خارج المنظومة الإسلامية؛ إلا أكبر دليل على سعة أفق المنظمة الإسلامية، ورغبتها في التعاون والتكاتف مع الجميع، وعقد الشركات التحالفية معها، بهدف توفير الحقوق الإنسانية للأقليات والعرقيات في بورما، وعلى وجه الخصوص للعرقية الروهنجية المسلمة هناك.

لنقف هنا عزيزي القارئ الكريم عند نقطة تكاتف جميع العرقيات المضطهدة في بورما؛ لنسلط الضوء عليها ونبين للقارئ الكريم أهمية هذا التكاتف رغم اشمئزاز البعض منه، كون أن العرقيات الأخرى تختلف ديانتها عن الديانة الإسلامية؛ حيث إن هذه المرحلة حساسة ودقيقة للغاية، ومن الأهمية ممارسة مزيد من الضغوطات على حكومة بورما، وهذه الضغوطات لا تقوى على تنفيذها العرقية الروهنجية لوحدها، ومن هنا تبرز أهمية التكاتف مع جميع العرقيات والدول والحكومات، وإن اختلفت مناهجها وطرقها ودياناتها.

ومسألة أراها في غاية الأهمية؛ هي الاعتراف بجهود الآخرين وعدم إنكارهم أو بخسها، إذ لا ينكر جهود المخلصين، ولا ينسب تلك الجهود أو الفضل لنفسه إلا جاحد أو مكابر أو مغرور؛ فقادة الروهنجيا عبر التأريخ، بالإضافة إلى انضمام الدكتور وقار الدين مؤخراً؛ لهم جهود مباركة ومعروفة لدى جميع المتابعين بعين الإنصاف والعدل، لا بعين المتربص الذي يتحين الفرص لهضم جهودهم، والاستيلاء على الاتحاد الذي أنشأ بمباركة كبيرة وجهود مضنية من قبل منظمة التعاون الإسلامي والخيرين من قادة الروهنجيا في العالم.

وللوصول إلى الغاية المرجوة؛ فإنه من الأهمية البالغة أن تتكاتف المنظمات والجمعيات الروهنجية مع بعضها، وكذا العاملين في البلدان والأصقاع، وأن يعملوا عبر شراكات وتحالفات، دون أن يكون لأحد هيمنة أو فرض سيطرة على أحد، أو محاولة فرض سلطة أو رأي على الباقين، مع التأكيد على نبذ فوبيا الزعامة والألقاب الرنانة، ووجود الاحترام المتبادل بين الجميع، دون محاربة أو ممارسة إرهاب فكري، أو حتى استخدام لغة التهديد والوعيد، والتخويف بالجهات أو الحكومات.

فهل هيأنا ساحاتنا لعقد تلك الشراكات والتحالفات؟!
وهل نفوسنا تقبلها وتقبل الآخر مهما اختلفنا معه؟!!
آمل أن تكون الإجابة بالإيجاب لا بالسلب، فافهموا يا أولي الألباب.

دمتم بود..


المصدر: وكالة أنباء الروهنجيا
https://www.rna-press.com/