زيارة سابقة لأوانها
19/11/2012

الاثنين 5 / 1 / 1434 – 19 نوفمبر 2012:
(زيارة سابقة لأوانها)
خبر:
وصل باراك أوباما الرئيس الأميركي إلى ميانمار صباح اليوم في وفد رسمي يضم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزراء آخرين؛ حيث يلتقي بالرئيس الميانماري "ثين سين"، وبزعيمة المعارضة "سوكي"، ويعتزم منح بورما قرضاً بقيمة 170 مليون دولار، ويفتتح مكتب للوكالة الأميركية للتنمية الدولية  (USAID)، كما يلقي خطاباً تاريخياً في جامعة رانغون التي تعد أحد أبرز مراكز النضال من أجل الديموقراطية؛ وقد تم إغلاقها من قبل المجلس العسكري الذي حكم البلاد سابقا بعد تظاهرات عنيفة في 1988م

تعليق:
لست ساعات فقط يزور أوباما المجددة ولايته مؤخراً بورما؛ حيث استقبله عشرات الآلاف من الطلاب في موكب يعد الأشهر في تاريخ البلاد حاملين لوحات كتبت عليها عبارات التمجيد للرئيس الأمريكي الذي ينحدر أصله من أفريقيا.

وبهذه الزيارة يكافئ أوباما حكومة "ثين سين" العسكرية شبه المدنية قبل اكتمال الإصلاحات الديمقراطية، وهي ديمقراطية ناقصة وليست كاملة، إذ إن موضوع حقوق الإنسان في بورما لم يلق الاهتمام المناسب، والعرقيات تمارس ضدها حتى الآن أنواع الممارسات البعيدة كل البعد عن مبادئ الديموقراطية؛ كالإقصاء والازدراء وعدم منحها الحقوق المدنية بعضها أو كلها، وعدم شمولها في العملية الإصلاحية في البلاد.

ويعتبر كل عاقل أن هذه الزيارة جاءت سابقة لأوانها، وأنه كان ينبغي على أوباما أن يستعمل موضوع الزيارة كورقة ضغط على حكومة بورما لتقديم مزيد من الإصلاحات التي لم تتعزز بعد، وأمامها طريق طويلة حتى يحكم عليها بالنجاح أو بالتقدم، وأيضاً هذه الزيارة تعتبر موافقة ضمنية من أوباما على ممارسات الحكومة ضد العرقيات، كالروهنجيا في غرب البلاد، والكاشين في شمال شرق البلاد، وقد واجهت الزيارة انتقادات من قبل من منظمة مراقبة حقوق الإنسان (Human Rights Watch) ومنظمات حقوقية أخرى للأسباب السالفة الذكر.

إن الرئيس باراك أوباما إذا لم يمارس على حكومة بورما ضغوطاً كبيرة من أجل حماية العرقيات ومنح الحريات لها، وبالأخص العرقية الروهنجية، واعتبارها مواطنين لهم كامل الحقوق كسائر العرقيات الباقية؛ فإن هذه الزيارة لن يكون لها أي أهمية تذكر، بل ستلعنها الأجيال القادمة؛ لأنها بمثابة التشجيع على عمليات الإبادة والتطهير والقتل والعنف والاغتصاب التي ترتكب ضد مسلمي الروهنجيا.

دمتم بود..


المصدر: وكالة أنباء الروهنجيا
https://www.rna-press.com/