البوذيون والصهاينة وجهان لعملة واحدة
18/11/2012

الأحد 4 / 1 / 1434 – 18 نوفمبر 2012:
(البوذيون والصهاينة وجهان لعملة واحدة)
خبر:
تواصل الآلة الحربية الإسرائيلية في هذه الأيام غاراتها العدوانية على قطاع غزة لليوم الرابع على التوالي، حيث ارتفع عدد الشهداء إلى أكثر من أربعين شهيداً، بينما بلغ عدد الجرحى إلى أكثر من ثلاثمائة وسبعين شخصاً، في ظل مقاومة إسلامية مشرفة، أقضت مضاجع العدو الصهيوني وحلفاءهم في الشرق والغرب.

تعليق:
رغم تشابه أوجه كثيرة للقضيتين الفلسطينية والروهنجية؛ فإن المصاب جلل، والنازلة أكبر وأعظم في أرض الإسراء والمعراج فلسطين، ذلك لأنها تحتضن أولى القبلتين، ولأن أرضها وقف إسلامي لا يجوز لأحد التصرف فيها أو التنازل عنها مهما كانت الأسباب والمسببات.
وهذا العدوان الصهيوني على قطاع غزة الصامد، وهذا الاستهداف للمدنيين، والقصف بالطائرات الحربية، وإسقاط القنابل المحرمة دولياً؛ ما هو إلا حلقة من سلسلة جرائم أعداء الله تعالى في هذه الأمة، فالآلة البوذية تحرق وتذبح وتغتصب، والصهاينة يقصفون ويدمرون ويغتالون، فحسبنا الله ونعم الوكيل.

ومن نافلة القول أنه ينبغي لإسرائيل أن تخجل من نفسها، بسبب أن القوى غير متكافئة في هذه الحرب, حيث تواجه أناساً مدنيين عزل، لا يملكون سوى بعض الصواريخ المصنعة محلياً وبطرق بدائية، وأطفالاً ونساءً يعيشون في خيام وملاجئ، ورغم ذلك أن الله عز وجل لم ولن يخذلهم، ففي كل مرة يحصل فيه عدوان صهيوني ضدهم؛ يخرجون منتصرين رافعين رؤوسهم أمام الأشهاد بسبب نيلهم من عدوهم، وإيلامهم في جسده، وصمودهم أمام العدو الغاشم، ولكن العدو لا يتعظ!

إن حركة المقاومة في فلسطين اختصرت كل الطرق، وعرفت نهاية الطريق منذ أول الأمر، ولم تضيع أوقاتها في مفاوضات عقيمة لا طائل من ورائها، وسلكت طريق العزة والمعالي، فصنعت المعجزات، وصمدت أمام رياح عاتية، ووقفت أمام التهديدات، وترفعت عن المغريات والشهوات، وشقت طريقها لنيل الحقوق بأيدي العز والكرامة، وواصلت مسيرتها بما تملك من قلة في الموارد، وشح في الإمدادات، وقلة في الذخيرة؛ لتجد نصر الله تعالى وتأييده لها، ففعلت بالعدو العجائب، وأصبحت في موقف يطلب منه العالم في هذه الأيام هدنة أو وقفاً للعمليات، إلا أنها ترفض بعزة المسلم، حتى يتم تنفيذ شروطها المستحقة، وبتنا نرى تحقيق قول ربنا جل وعلا في كتابه الكريم في حقهم: (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين).

وينبغي لنا ونحن نواجه ذات المصير مع العدو البوذي؛ أن نأخذ منهم العبر والدروس، ونتعلم منهم عزة المؤمن، وشجاعة المسلم، وهمة المعتز بالله تعالى، والمتوكل عليه، ونشمر عن ساعد الجد والعمل لمقاومة العدو، فإن العدوان الإسرائيلي، والصلف اليهودي، والحرب الصهيوني في فلسطين، لا يختلف مثقال ذرة عن العدوان البوذي في ميانمار، وكلاهما في البغي والبطش والإبادة والحقد على الإسلام والمسلمين سواء.

دمتم بود..


المصدر: وكالة أنباء الروهنجيا
https://www.rna-press.com/