عودة الحراك الإعلامي من جديد
08/11/2012

السبت 25 / 12 / 1433 – 10 نوفمبر 2012:
عودة الحراك الإعلامي من جديد
حدث:
مسيرات في مصر وبريطانيا والأردن في هذه الأيام تنديداً لصمت العالم تجاه ممارسات الحكومة البورمية والرهبان والعصابات البوذية ضد الأقلية الروهنجية في أراكان، وتحركات من عدد من دول العالم ومنظمات حقوق الإنسان لرسم خارطة طريق لوضع الأقلية الروهنجية في المستقبل.

تحليل:
عاد الحراك الإعلامي للقضية الروهنجية، ودخل على الخط قنوات جديدة أظهرت كثيراً من مآسي المسلمين هناك، وما يواجهون من عنف وإبادة وتطهير عرقي وقتل واغتصاب وسحل وحرق.
وعادت جماهير الأمة الإسلامية والعربية في تحركاتها الشعبية، فأقيمت المظاهرات وسيّرت المسيرات، وارتفعت الأصوات بالتنديد والاستنكار والمطالبات بإيجاد حل عادل وحاسم لقضية مسلمي ميانمار.

كل هذا حدث بتوفيق الله - عز وجل- أولاً وآخراً، ثم بالعمل الدؤوب من كثير من شباب الروهنجيا في العالم؛ حيث كشفت الأحداث الأخيرة مدى تفاعل الكوادر الروهنجية في العمل لقضيتهم، ومدى إحساسهم بالمسؤولية تجاه أهاليهم وإخوتهم هناك.
فقد بذلت جهود جبارة من مفكري الروهنجيا وإعلامييها وشبابها في داخل أراكان وخارجها؛ تمثلت في إصدار البيانات، وعقد الاجتماعات واللقاءات، ومتابعة الأخبار ورصدها وكتابة التقارير الميدانية والمقالات والأخبار ونشرها على أوسع نطاق، وتصوير الأحداث والفعاليات وإجراء معاجلة فنية وتقنية لها ومن ثم بثها عبر القنوات ومواقع التواصل الاجتماعي، والتواصل مع وسائل الإعلام المختلفة والتحدث عبرها لإظهار القضية وتوضيح معالمها وتداعياتها وأسبابها وحلولها للعالم.

كل هذا الجهد والنجاح تحقق في ظل شح الكوادر المؤهلة لدينا، ليؤكد لنا وجود عزيمة صادقة لدى هؤلاء المتطوعين من أبناء الشعب الروهنجي على مواصلة الجهد والمثابرة والإصرار للوصول إلى الهدف المنشود في القريب العاجل - بإذن الله تعالى-.
وثمة تأكيد آخر؛ وهو أنه يستحيل أن تتحقق مثل هذه النتائج المبشرة بجهد فرد أو جهة أو روهنجيي دولة واحدة – كما زعم البعض -، مع العلم أنه من خلال رصد الوقائع والأخبار تبين أن الروهنجين في اليابان أو في الباكستان أو في الدنمرك أو في السعودية أو في بنجلاديش أو غيرها من البلدان قد بذلوا جهوداً طيبة؛ كل حسب قدرته واستطاعته لنصرة القضية وإظهارها للعالم.

واسمحوا لي أن أعطي نموذجاً مصغراً لتأكيد ما ذهبت إليه؛ حيث يوجد في جمهورية مصر العربية أخ روهنجي يدرس في الأزهر الشريف يدعى أبا يوسف، يبذل جهوداً متميزة في نصرة القضية وإيصال حقائق الأوضاع إلى المسؤولين وعلماء مصر الحبيبة، مع رفضه التام نشر أخبار تلك الجهود، فنسأل الله أن يزيده إخلاصاً وتواضعاً؛ ولولا التواصل الجيد بيني وبين الأخ العزيز لما عرفت شيئاً عن جهوده ومساعيه كحال الكثير منا.
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا: كم من أبي يوسف لم يعرف أحد جهوده إلا رب العزة والجلال؟!

انتظر آراءكم وتعليقاتكم..


المصدر: وكالة أنباء الروهنجيا
https://www.rna-press.com/